على تطبيق نظام «ساهر» الآلي لضبط وإدارة حركة المرور آلياً في الرياض إلا أني فوجئت بكم هائل من الاستفسارات والدعوات المنشورة في المنتديات تسأل عن كيفية التحايل على النظام قبل أن تسعى حتى لمعرفة آلية تطبيقه .. وخلال وقت قصير أصبح هناك برنامج للتحايل ويمكن تحميله من على الإنترنت على الهاتف الجوال ليساعد على تحديد مواقع الرادارات وأجهزة التصوير المرورية وتوفير الإنذار المبكر .. خفافيش الإنترنت الذين سعوا لترويج هذا البرنامج (الذي أتحفظ على ذكر اسمه) كانوا يدركون أن هناك الكثير من الشباب من حسني النوايا قد يسأل عن قانونية وشرعية استخدام هذا البرنامج، فأكدوا لهم – نقلا عن موقع البرنامج – أن المدير التنفيذي للرابطة الوطنية لمنظمات الشرطة في الولايات المتحدة الأمريكية عندما سئل عن استخدام هذا البرنامج, ردّ بأنه «إذا قام أحدهم بالتخفيف من سرعته في القيادة بسبب هذا البرنامج (….) فهذا يحقق الهدف نفسه الذي نسعى لتحقيقه وهو أن يلتزم السائقون بالسرعات المحددة».. أي تضليل هذا؟ وعن أي شرعية تبحثون، بأي حق ترتكب المخالفات بعيدا عن أعين النظام, ونلتزم باللوائح ونحن تحت أعين الكاميرات وفي مرمى الرادارات .. بأي حق وتحت أي ذريعة تعرض حياتك وحياة من معك وحياة من يسير على الطريق للخطر طالما أنت بعيدا عن أعين «ساهر»، لا أعرف تحديدا من يقف وراء مثل هذه المحاولات، ولكني على يقين أن من يحب نفسه وأهله ووطنه لن يسير في ركاب هؤلاء.
وبعيدا عن هذا الخلل السلوكي، فلا أحد ينكر أن «نظام ساهر» كشف لنا في الآونة الأخيرة عن حراك اجتماعي محمود وتفاعل مجتمعي إيجابي على جميع الأوساط والمستويات سواء على مستوى النخب أو العوام, على المستويات الرسمية أوالشعبية، فالكل يتحدث عن سلبيات وإيجابيات النظام, وهناك من يشكو ويستفسر، والأجمل التفاعل الذي لمسته وسرعة الاستجابة من «المرور» اشتكى البعض من وصول المخالفة على جوالاتهم دون ذكر رقم لوحة السيارة فتدارك المرور الأمر وأصبح يرسل رقم اللوحة أيضا، ومؤكد أنه مازالت هناك الكثير من الشكاوى والاستفسارات بشأن تطبيق النظام ودفع الغرامات ومضاعفتها في حالة عدم الدفع, ولكن المؤكد أن هناك من يرد وهناك من يستجيب .. وكل هذا أمر طبيعي مع حداثة تطبيق النظام .. ولكن الأهم أن يكون هذا كله في إطار الإلمام بآلية عمل النظام والحفاظ على تطبيقه .. وآمل ألا يتم تعميم النظام في مناطق أخرى في المملكة قبل أن نقدم إجابات واضحة على كل الاستفسارات ونرد على كل الشكاوى .. وكلي ثقة بـ «المرور» ورجاله».
مرور شهر على تطبيق النظام حقيقة لا أعتبرها مدة كافية لتقييمه، فهناك من المسؤولين من يشير إلى أن هناك تحسناً ملحوظا طرأ على سلوكيات السائقين في مدينة الرياض بعد التطبيق العملي لنظام «ساهر»، وهناك من يؤكد أنه لم يطرأ جديد والبعض – وخصوصا الشباب – لا يبالي.
وقد يكون من الإجحاف أن نطلق حكما على مدى نجاح نظام «ساهر» الآلي لضبط وإدارة حركة المرور آلياً في تحقيق أهدافه بعد نحو شهر واحد من تطبيقه، ولكن أرى أنه من الواجب أن يقوم المسؤولون عن النظام بإصدار تقارير شهرية توضح لنا حجم المخالفات ونوعيتها ليعرف الجميع مدى نجاح النظام، كذلك يجب أن تكون هناك آلية واضحة لتلقي الاستفسارات والشكاوى والإجابة عنها ولا سيما في الفترة الأولى لتطبيق النظام.
وختاما، نظام ساهر ليس نظام جباية أموال دون وجه حق بل هو نظام يهدف إلى تحسين مستوى السلامة المرورية عبر توظيف أحدث التقنيات المتقدمة في مجال النقل الذكي لإيجاد بيئة مرورية آمنة ورفع كفاءة شبكة الطرق المتوافرة حاليا، وتدعيم الأمن العام باستخدام أحدث أنظمة المراقبة والعمل على تنفيذ أنظمة المرور بدقة واستمرارية، وبالتالي سيسساعد على ضبط النظام ومحاولة التخفيف من الحوادث التي يسببها ارتكاب المخالفات، لذا فعلى المدارس والجامعات .. المؤسسسات والشركات .. الآباء والأمهات .. المسؤولين والمديرين .. الإخوان وأصدقاء .. كل في موقعه أن يسهم في التوعية المرورية بشكل عام وبهذا النظام بشكل خاص لنقلص أكبر عدد ممكن من الحوادث أو نمنعها، والله الموفق.
اشترك بالقائمة البريدية
احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول
اختر علامتك لمتابعة أخبارها وسياراتها