اضحك مع مخالفات المرور في السعودية ..!!

هايل العبدان

* في أعلى كل مخالفة مرور مكتوب بالخط العريض أن الحد الأدنى لسداد المخالفة خلال مدة ثلاثين يوما من تحريرها. وعند تأخر السداد عن هذه المدة سيطبق الحد الأعلى بحق المخالف.
طبعاً لن تسدد المخالفة بالحد الأدنى لسبب بسيط، وهو أن تسجيلها في الحاسب الآلي يتأخر عن شهر من تاريخ تحريرها.!
* قبل فترة اتصل صديق طالباً “الفزعة” بسداد مخالفة باسمه اكتشفها أثناء مراجعته لإحدى الدوائر التي تشترط “نظافته” من المخالفات. ولأنه أمضى ساعات حتى الوصول لشباك الموظف، لذا فإنه لا يستطيع فراقه.!
عندما استفسرت آلياً عن مخالفته وجدتها “عدم تركيب مدفأة بالسيارة”. وبعد السداد اتصلت لإبلاغه، وكذلك الاستفسار عن معناها اعتقادا مني بأنه تحصّل عليها في “الإسكيمو”، لا في منطقة حارة تشعرك معظم أيامها وكأنك تقود “مدفأة” متحركة. فلم يجب صاحبي لأنه لا يعلم شيئا عن هذه المخالفة.!
* ليس من حق الممرضة الهندية “بارمبيل جوزيف” التي تعمل بمستشفى النساء والولادة بنجران مخالفة أنظمة السير في بلادنا، فالنظام أشار أثناء تجديد إقامتها بحصولها بالخطأ على مخالفتين:”عدم مراعاة قواعد أفضلية المرور” والثانية “عدم ربط حزام الأمان”. ويبدو أن الممرضة لم تُبلّغ بضرورة وضع حزام الأمان أثناء تجوالها في ممرات المستشفى، وأن أفضلية المرور داخل الأجنحة للأطباء، وطبعا مع ضرورة التقيد بالسرعة القانونية أثناء التوجه لقسم الطوارئ.!
* وللأطفال نصيب من المخالفات المقيدة على سجلاتهم بالخطأ.. “طفلة” لا تستطيع حتى الوقوف على قدميها، فما بالك بـ “سرعة”، إلا إن كان نوعها “السير باتجاه معاكس” داخل صالة المنزل فهذا معقول. وأخرى في أبها لطفلة مصرية عمرها 7 سنوات سجلت لها مخالفة “قيادة سيارة بدون أنوار خلفية”. كان لزاما على والديها وضع أنوار خلفية لطفلتهم.!
* أخطاء المخالفات لم تتجاهل المسنين أيضا .. سيدة في الأربعين أثناء مراجعة زوجها لجوازات حفر الباطن اكتشف وجود مخالفة “قيادة مركبة آلية بدون رخصة قيادة” مسجلة باسم الزوجة، فاضطر لسدادها لضيق الوقت وحاجتهما لاستخراج الجواز بأسرع وقت. والطامة أن مكان المخالفة الرياض، بينما يؤكد زوجها أنهما لم يشاهدا العاصمة سوى في التلفزيون. وسبعيني خلال مراجعته جوازات جدة لتجديد إقامة خادمته اكتشف وجود مخالفة “سرعة” باسمه، رغم أنه لم يلمس مقود سيارة يوما، كونه يعتمد على أبنائه في إيصاله.
* أما النساء فحدث ولا حرج .. مخالفة لسيارة مواطن في نجران نوعها “مخالفة وقوف خاطئ” مسجلة باسم سيدة في القصيم التي لم يزرها يوما. هذا والنساء ممنوعات من القيادة، فكيف بحالنا لو سمح لهن بذلك.؟!
* أتفق مع الدكتور محمد النجيمي في رأيه أن ربط إنجاز المعاملات بسداد المخالفات المرورية هو تضييق على الناس وتعطيل لمصالحهم. كما أن فيه مبالغة يجب إعادة النظر فيها، بحيث يحصر موضوع تسديد المخالفات على السيارة نفسها، لأن مصير المخالف أن يأتي يوما من أجل تجديد رخصة أو استمارة أو فحص أو خلافه.
* خلال العرض التعريفي لنظام ضبط المخالفات المرورية آليا (ساهر)، قال المسؤولون إن فكرة المشروع انطلقت من قاعدة شرعية أتت بها شريعتنا هي حفظ النفس كإحدى الكليات الخمس.
وأيضا حفظ المال من الكليات الخمس يا سادة.!

* ويبقى الشعار: “سدد أولاً .. وبعدين اشتكي” قائما حتى تاريخه..!!