إنضم لأكثر من 10M+ متابع

 أكثر تفاؤلا وتود إشعال فتيل «ثورة دائمة» في عالم السيارة البيئية منذ الآن، ولهذا فقد قررت الوزارة، وعلى هامش المعرض الدولي للسيارات في فرانكفورت، وبدءا من عام 2012، منح مكافأة قدرها 5000 يورو لكل مواطن يتخلى عن سيارته التقليدية ويشتري سيارة كهربائية. وتوقعت وزيرة البيئة مرغريتا توبن في ولاية الراين الشمالي ـ وستفاليا أن ترى 250 ألف سيارة كهربائية على الأقل عام 2020 في شوارع الولاية.

وتشير إحصائية المعرض إلى أن مبيعات السيارات انخفضت على المستوى العالمي في أغسطس (آب) الماضي بنسبة 13 في المائة عن مستواها في الشهر نفسه من العام الماضي بتأثير الأزمة الاقتصادية الدولية. لكن المواطن غير مستعد بعد للتخلي عن سيارته حسب تقدير معهد اقتصاد السيارات الألماني. بل قدرت نسبة 89 في المائة من منتجي السيارات العالميين أن أزمة مبيعات السيارات ستتفاقم عام 2010. وإضافة إلى فرط الإنتاج والمبالغة في الأسعار، حمل 74 في المائة من المنتجين الأزمة الدولية المسؤولية عن تراجع مبيع السيارات.

وكشفت دراسة أعدها المعهد المذكور أن 25 في المائة من الألمان يفضلون الآن شراء سيارة أصغر وأكثر اقتصادية. ولهذا ما عاد المعرض الدولي للسيارات في فرانكفورت( 17 ـ 27 سبتمبر 2009) «حلبة فورمولا1» تتسابق فيها السيارات من ناحية السرعة والقوة وسرعة الانطلاق، وإنما ورشة عمل عالية التقنية تتسابق فيها الشركات على تقديم سيارات بيئية صغيرة تجمع بين الترف والبيئة ورخص الثمن.

وعلى هذا الأساس استبدل معرض 2009 شعاره السابق لعام 2007 «مشاهدة ما يحرك المستقبل» بشعار مناسب، يستجيب للحالة الراهنة، ويقول «معايشة ما يحرك». وواضح أن الشعار متعدد المعاني يكشف بالضبط ميول قطاع السيارات لتحريك مشاعر المستهلكين من خلال السيارات الفارهة والرخيصة في آن واحد، وتحريك عجلات السيارات بأقل ما يمكن من البنزين وبأكثر ما يمكن من المحركات الهجينة والكهربائية.

وقد أحتلت المعروضات هذا العام مساحة أصغر من المعرض الدولي واختفت شركات معروفة مثل «نيسان وهوندا وميتسوبيشي». وضغطت معظم الشركات العالمية على فرامل الإنتاج، وخصوصا في ألمانيا، بعد أن فقدت مرسيدس 33 في المائة من حجم مبيعاتها. ولهذا فقد كان عدد العارضين هذا العام هو 753 شركة مقارنة بـ1046 شاركت عام 2007، أي أن المعرض فقد 30 في المائة من عارضيه. ومع ذلك فقد تم عرض 82 موديلا جديدا كانت حصة الشركات الألمانية منها 42 موديلا. وبعد أن شهد المعرض السابق عرض السيارات البيئية التي تستهلك أقل من 5 لترات بنزين لكل 100 كم، شاركت عشرات السيارات هذا العام بسيارات تستهلك 1 ـ 2 ـ 3 لتر. ولم نجد سيارة واحدة لم تضع عليها الشركة مقدار استهلاكها للبنزين وكمية ثاني أكسيد الكربون التي تطلقها.

وعرضت مختلف الشركات أكثر من 100 سيارة تستهلك أقل من 5 لترات بنزين لكل 100 كلم، وهذا يعني أنها تطلق أقل من 130 غراما من غاز ثاني أكسيد الكربون. ووصف ديتر زيتشة، رئيس شركة «مرسيدس»، معرض السيارات 2009 بأنه «يوم بيئي مشمس جديد وشارع أمين للمارة» تعبيرا عن أهم نزعات المعرض المتمثلة بتطوير السيارات البيئية والارتقاء بتقنيات أمن الشارع والمارة.

وعموما كان للسيارات الألمانية حضور بارز هذه المرة في المعرض رغم العرض الياباني التقني الأنيق والسيارات الأميركية الفارهة. وبدا جناح مرسيدس في القاعة 3 مثل مركبة فضائية بشكل صحن طائر تحلق السيارات اللامعة حولها كالكواكب السيارة. وفي الفناء الأول في جناحها عرضت مرسيدس موديلات الثلاثينات والأربعينات والخمسينات إلى جانب موديلات 2009. واجتذبت شركة «فولكسفاغن» جمهورا هائلا من المختصين والهواة بفضل سياراتها البيئية الجديدة. وعرضت الشركة سيارة فوكسفاغنL1 التي تستهلك لترا واحدا من البنزين لكل 100 كلم، التي كانت، حتى العام الماضي، مشروعا سريا لا يتحدث به أحد. وكان رئيس شركة «فولكسفاغن» السابق فريدناند بييتش قاد النموذج الأول من هذه السيارة عام 2002 لمسافة 100 كلم أثناء حضوره اجتماعا للشركة في مدينة هامبورغ. وينتظر أن تبلغ 1L مرحلة الإنتاج التجاري عام 2013 وبنسخة من مقعدين. طول هذه السيارة 3.81 متر وعرضها 1.4 متر وتستخدم الكاميرا بدلا من المرآة الجانبية. وبذل مهندسو الشركة كل طاقتهم لتقليل وزن السيارة ذات المقعدين وبالتالي تقليل استهلاكها للطاقة، فأنتجوا النماذج الأولى منها بوزن 380 كلغم (للمقارنة فإن الغولف تزن 1.3 طن). وتم توزيع الوزن بشكل متناسق بين 124 كلغم في الجسد المصنوع من ألياف الكربون، 122 وكلغم للمحرك وملحقاته تاركين البقية لمحتويات السيارة. ولا تنقص ل1 تقنية السرعة لأنها قادرة على الانطلاق من سرعة صفر إلى 100 كلم/ساعة خلال 14 ثانية.

أما سيارة ميتسوبيشي فقد زودت بمحرك كهربائي وبطارية ليثيوم وتسير مسافة 60 كلم قبل أن تكون بحاجة إلى شحنة كهربائية جديدة. وزود المهندسون السيارة بكابل لربطها بالكهرباء مزود بدوره بعداد، وهذا يعني أن بإمكان السائق شحنها من حديقة أي بيت وقراءة التكلفة على شاشة صغيرة. وقد قام مسؤولو الجناح بشحن السيارة أمام الصحافيين لمدة 1.3 ساعة. وحسب العداد استهلكت السيارة 56 سنتا فقط من الكهرباء.

وتبدو سيارة «ابيترا» الأميركية كمركبات الفضاء المستقبلية إلا أنها سيارة بيئية كهربائية مصنوعة من جسد بلاستيكي لا يلوى بسهولة. ويستطيع موديل إي2 منها بلوغ سرعة 144 كلم/ساعة.

ونالت «تويوتا» جائزة البيئة لعام 2009 التي يمنحها موقع «يوتوبيا» المختص بتقنية السيارات سنويا. واستحقت تويوتا اللقب بفضل سلسلة سيارات بريوس التي تستهلك 3.8 لتر بنزين لكل 100 كلم (84 غرام ثاني أكسيد الكربون). لكن المفاجأة الحقيقية التي قدمتها تويوتا في فرانكفورت كانت الموديل الجديد من طراز لكزس LS400 الذي طرح في الأسواق قبل 19 سنة. ولم تكشف تويوتا، بعد، كافة أسرار السيارة بريوس Prius LF ـ CH ولكنها أعلنت أنها ستنزل إلى الأسواق قبل معرض جنيف 2010. وهي سيارة هجين 100 في المائة ويكفي محركها الكهربائي تماما لتنقل الإنسان داخل المدينة. وزودت الشركة كاميرا الرؤية الخلفية بضوء إشارة مدمج ووضعت أمام السائق شاشة لعرض المعلومات والملاحة.

وفي محاولة لتعويض تراجع مبيعات أودي بنسبة 7.3 في المائة تعول الشركة الشقيقة لـ«فولكسفاغن»، على الكهرباء أيضا فقد طرحت مشروع سيارة إي ـ ترون ذات الأربعة محركات، اثنان على المحولين الخلفي واثنان على المحور الأمامي يعملان بالكهرباء فقط. والسيارة فائقة التقنية والسرعة لأنها تنطلق من صفر إلى سرعة 120 كلم خلال 4.1 ثانية. وهي مزودة ببطارية من ايونات الليثيوم وتنطلق مسافة 248 كم قبل أن تلجأ إلى الكابل الكهربائي.

ورغم «رعشة الكهرباء» التي هزت أوصال قطاع إنتاج السيارات والمستهلكين على حد سواء يعتقد الخبراء أن زمن «الثورة الخضراء» لم يحل بعد. ففي رأي الباحث فيلي ديتز، من معهد أبحاث السيارات، أن الثورة البيئية لن تتحقق في هذا المعرض. وقال ديتز إن المشكلة لا تتعلق فقط باستبدال البنزين بالكهرباء وإنما بتغيير كامل بنية المدن التي تعتمد حتى الآن على محطات البنزين وأنظمة إيصال الوقود التقليدي إلى السيارات. وقدر الباحث أن يبدأ عصر السيارة الكهربائية عام 2010 حيث سيجد سائق السيارة الكهربائية محطات التعبئة العاملة بالطاقة البيئية في كل 20 كلم من الطرق السريعة.

وخلال لقاء جمعنا مع سائق سيارات الفورمولا1 الألماني السابق هانز يواخيم شتوك في جناح مرسيدس قال «إن زمن الهدر في الطاقة والزمن قد ولى». وعبر شتوك عن قناعته بأن التحول البيئي في ميكانيكية السيارات لن يقضي على «المتعة» في عالم السرعة لأن سيارات الكهرباء ستلحق بسيارات البنزين مستقبلا في سباق السرعة. وقال شتوك إنه يتمنى قيادة سيارة إي ـ آب البيئية من فولسكفاغن في شوارع مدينة فرانكفورت، لكنه لم يتمالك مشاعره وهو يجرب سيارة مرسيدس «س ل س» الرياضية السريعة فدمعت عيناه.

شركة مرسيدس ما زالت تفضل المحافظة على شعارها العتيد «سيارات أقوى، أكبر وأسرع» رافضة التخلي عن إستراتيجيتها الإنتاجية في مواجهة الأزمة الاقتصادية. ويبدو أن النجمة الألمانية الشهيرة تعول على التقنيات الحديثة في خفض استهلاك البنزين وتقليل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون أكثر من اعتمادها على تكتيكات تصغير حجم السيارة وتقليل قدرات محركاتها.

ولهذا فقد كانت عودة سيارة 500 SLS الرياضية الفخمة والسريعة «عودة إلى المستقبل» على أجنحة موديل SLS300، الذي اعتبر الأسرع من نوعه في العالم في حينها، والذي أثار عواطف محبي السيارات السريعة عام 1954 في أول ظهور له. وهي سيارة مجنحة تنفتح أبوابها إلى الأعلى والخارج، مزودة بمحرك من 8 اسطوانات وتستهلك 13.2 لتر بنزين لكل 100 كلم وتطلق 314 غرام Co2 من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر. ويمكن لمحبي السيارات السريعة أن يتمتعوا بقدرة السيارة على التسارع من صفر إلى 100 كلم/ساعة خلال 3.8 ثانية والوصول إلى سرعة قصوى قدرها 317 كلم/ساعة.

ومقابل هذه السيارة «الملوثة للبيئة» تستخدم مرسيدس كل «ثقلها» لتطوير سيارت ضخمة صديقة البيئة. وسيارتها المشروع من فئة «س» تحتفظ بكامل حجمها وفخامتها لكنها تحولت إلى سيارة بيئية تستهلك 3 لترات من الوقود فقط (74 غم Co2 فقط)، وهذا يعني أنها تفوقت على النسخة البيئية من سيارة سمارت الصغيرة التي تطلق 100غرام من ثاني أكسيد الكربون. وتسير مرسيدس 500 س البيئية الهجين بسرعة 30 كلم اعتمادا على محركها الكهربائي فقط ولا يتدخل محرك البنزين التقليدي إلا بعد تخطي سرعة 70 كلم/ساعة. ويتمتع محرك البنزين بقدرة تفوق قدرة المحرك الكهربائي ثلاث مرات.

وتستخدم السيارة بطاريات ايونات الليثيوم ويمكن شحنها خلال 4.5 ساعة، لكن السيارة مزودة بجهاز للشحن السريع قادر على شحن السيارة، عند الحاجة، خلال ساعة واحدة.

ولا تترك بي أم دبليو الساحة خالية في فئة السيارات السريعة الفارهة لأنها تعتمد مبدأ القوة والسرعة والضخامة كما تفعل دايملر. ولهذا قدمت الشركة في معرض فرانكفورت 2009 ما كان مجرد «مشروع» في معرض جنيف قبل عام، وهي سيارة 5 جي تي التي يبلغ طولها 5 أمتار وعرضها 190. وطرحت في عدة موديلات بقدرات محرك مختلفة ويتراوح سعرها بين 55 ـ 75 ألف يورو.

وتقول بي أم دبليو إنها طرحت أقوى سيارة ذات محرك هجين في العالم من خلال سيارة X6 التي يزيد سعرها عن 100 ألف يورو. قدرتها 465 حصانا وتصل إلى سرعة 100 كلم خلال 5 ثوان وتستهلك 9.4 لتر.

وتتطلع الشركة إلى المستقبل من خلال سيارة «فيشن ايفيشنت داينامكVision Efficient dynamic» ذات الـ360 حصانا. مزودة بثلاث محركات. زود التقنيون السيارة بثلاث محركات، اثنان كهربائيان عند المحورين الأمامي والخلفي، وثالث يعمل بتربو ديزل على المحور الخلفي وقدرتها 470 حصان. ويفترض أن المحرك الديزل لا يستهلك أكثر من 3.76 لتر لكل 100 كلم كما يمكن للسيارة بلوغ سرعة 100 كلم/ساعة خال 4.8 ثانية.

وعلى مقربة من الجناح 3 حيث تتناثر سيارات الليموزين ذات النجمة، وعلى ساحة العرض أغورا، استعرض المهندس السويسري شتيفن كلويبر أمام الصحافيين عجلة للمدن تشبه «City Roller»، لكنها عجلات سريعة تحتفظ بمحرك صغير مدمج في العجلة الأمامية الكبيرة وتعمل ببطارية من ايوماتن الليثيوم. وتسير العجلة بسرعة 15 كلم/ساعة وتكفي البطارية للحركة لنحو 60 كلم.

Image of ask section link

اشترك بالقائمة البريدية

احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول


Icon سيارات للبيع من أصحابها

صور من المربع نت