المربع نت| مقابلة حصرية مع أحمد بن خنين وسكوتلاند عن رحلتهما بالسيارات الكهربائية على مسافة 5,259 كيلومتر

المربع نت – أوبرا – بشجاعة فائقة، تمكن سبعة سائقين من جنسيات مختلفة منهم الكابتين أحمد بن خنين وزميله الكابتين أحمد سكوتلاند من إتمام رحلة إستكشافية أوروبية صديقة للبيئة بالسيارات الكهربائية الى الدائرة القطبية الشمالية تحت الوسم (#ChargeToCircle) حيث تحلت المغامرة بمواجهة تحديات غير مسبوقة والتي تهدف إلى زيادة الوعي لحماية البيئة والمحيطات وإمكانية النقل الكهربائي الكامل للحد من تلوث الهواء. (شاهد جميع صور الرحلة أسفل المقابلة).

وأيضا تهدف رحلة ( أشحنها الى الدائرة القطبية) التوعية لبناء ونشر المعرفة للناس حول المركبات الكهربائية وفوائدها وإمكانية النقل الكهربائي الكامل للحد من تلوث الهواء وقطع مسافات طويله بها، وقد بدأت الرحلة من مدينة بريستول في بريطانيا مرورا تحت مياه بحر المانش من بريطانيا إلى فرنسا (وهو نفق طوله 50.450 كيلومترا يربط الأراضي الفرنسية بجزيرة بريطانيا) ومن ثم الى بلجيكا وهولندا وألمانيا والدنمارك والسويد، وفي النهاية الى رأس شمال النرويج وهي أقصى نقطة في شمال أوروبا – منطقة نوردكاب – حيث تعد خطوة جديدة نحو مستقبل مستدام للإعتماد على الطاقة النظيفة.

بدأت هذه الرحلة في 16 تموز/يوليو وإنتهت في 31 من الشهر نفسه، وقد شاركت فيها 4 سيارات صديقة للبيئة يتضمنها تيسلا موديلا S ورودستر ونيسان ليف وبي إم دبليو i3 وقطعوا إجمالا مسافة تبلغ 5,258 كيلومتر.

وفي مقابلة حصرية للمربع نت مع بن خنين وسكوتلاند اللذان مثلا المملكة العربية السعودية بدعم من شركة (Alloy Wheel Repair Specialists) المتخصصين بإصلاح الجنوط سنتعرف أكثر على هذه الرحلة بتفاصيلها وعن رأيهما الشخصي وماهي العقبات التي واجهوها مع السيارات الكهربائية.

وقبل البدأ بالحوار، يعد السعودي أحمد بن خنين من أبطال رياضة المحركات بالمملكة، عضو فريق بيسا وسائق سباقات محترف إذ شارك في عدة منافسات محلية ودولية، بينما يعد زميله سائق سباقات محترف أيضا وهو البريطاني المهندس أحمد سكوتلاند والمشارك في عدة سباقات لفئات مختلفة من سباقات السيارات كالرالي، الدريفت، الدراغ وغيرها من السباقات.

كيف تمكنت من المشاركة في هذه الرحلة وما الهدف منها؟
بن خنين: تم التواصل معي من احد اعضاء الفريق الذي قام بالتخطيط للرحله لكي انضم لكوني سائق سيارات محترف، الهدف من الرحله توعية الناس عن السيارات الكهربائية وانه من الممكن قطع مسافات طويله بها في أوروبا.

ماهي العقبات التي واجهتموها كفريق مع السيارات الكهربائية في رحلتكم؟
بن خنين: عقبات عده من اهمها اختلاف نوعية الشواحن للسيارات حيث انه يوجد اربع انواع للشواحن بحسب نوع السيارة.
تعتبر المسافة التي يمكن قطعها بالسياره الكهربائية في الشحنه الواحده قصيره مقارنةً بسيارات البنزين والديزل.
تأثر سيارة الكهرباء بالعوامل الجوية بحيث انها تقل المسافه التي تستطيع قطعها مع ارتفاع او انخفاض درجة الحرارة الجويه.

سكوتلاند:  الشحن… في تجربتي الخاصة، كانت البنية التحتية في جميع أنحاء أوروبا الغربية في حالة فوضى فلم تكن هناك محطات شحن بشكل موحد، فكل نقطة شحن تتطلب تطبيق الهاتف الخاص بها او بطاقة الـ RFID ولايسمح بالدفع النقدي أو إستخدام  بطاقة الإئتمان وما نحو ذلك. وفي بعض نقاط الشحن، لم تكن تعمل على الإطلاق مما جعلنا نضطر للإنتظار كي تشحنها السيارات الأخرى لمدة لا تقل عن 30-40 دقيقة. لم أعتبر هذه الرحلة كرحلة مجموعة بل كنا على إنفصال من حين إلى آخر وذلك لوصول الى نقاط الشحن في أوقات مختلفة، فعلى الأرجح كان في مقدورنا ان نسافر كمجموعة من دون اي تفرقة بيننا على سيارات البنزين ولكن أؤمن بأن هذه المشكلة ستحل في المستقبل القريب لأنها ماتزال تقنية جديدة في السوق وسيتم تطويرها.

إذا تم طرح المركبات الكهربائية في المملكة العربية السعودية في المستقبل القريب، هل أنت من مؤيدي ومشجعي هذه الفئة من السيارات وماهي المميزات التي تتميز بها في أوروبا على عكسها في الخليج العربي من كل النواحي (الطقس، التكلفة وأيضا كثقافة)؟
بن خنين: سيارات الكهرباء جيدة الإستخدام وتقلل التلوث داخل المدن ولكن مميزات السيارات الكهربائية في أوروبا تفوز في عدة نقاط منها:
1. الشحن المجاني او الرمزي للسيارات
2. توفير قيمة البنزين
3. دعم الحكومات لسيارات الكهرباء بالإعفاء من بعض الضرائب التي يجب على مستخدم السيارات البترولية من دفعها

سكوتلاند: هل أنا من مؤيدي او مشجعي للمركبات الكهربائية؟ من المحزن جرت هذه الرحلة لي ولمساعدي على عكس ماتوقعناه تماما. فقد استكشفت شخصيا الكثير من السلبيات لإمتلاك سيارة كهربائية. ففي رأي الشخصي، ليست بالخطوة الجيدة الان ولكن لدي إيمان قوي حيال تطويرها في المستقبل. ومن ناحية تأثرها بالطقس، عندما يتغير الطقس فمن السهل فقد الطاقة او الشحن للمركبات الكهربائية، فمثلا تترك سيارتك وهي تحتوي على شحن كافي لتنقلك لمكان العمل في الصباح ولكن في الحقيقة تستيقظ لتجد بأن الطاقة قد أُستهلكت او قلًت.

كم يستغرق شحن السيارة الكهربائية بالكامل لعبور الألاف من الكيلومترات في الرحلة، وكم كانت تستهلك من الشحن من حين لأخر؟

بن خنين: تستغرق مدة الشحن 45 دقيقة والتي تسمح بقطع مسافة مايقارب 230 كيلومتر. أما تيسلا موديل S فإنها تقطع ما يقارب 400 كيلومتر.

كم كان سعر الشحن؟ 
بن خنين: قيمة الشحن تتراوح من منطقه لأخرى، بمتوسط 10 يورو أي مايقارب 43 ريال سعودي.

ماهي المزايا التي تتمتع بها السيارات الكهربائية؟
بن خنين: قيمة الشحن رخيصه مقارنة بالبنزين والديزل ولاتسبب إنبعاثات كربونيه في مرحلة الاستخدام.
سكوتلاند: التعجيل أو التسارع الجنوني، فالراكب بجانب السائق سيصدم مؤخرة رأسه على مسند الرأس من شدة الحماس وعلى الفور سيقع بحالة عشق لأسرع تسارع قام بتجربتها في حياته. وأيضا، المركبات الكهربائية لديها تماسك أكثر ومركز ثقل منخفض لوجود البطارية.

هل هناك إختلاف بين محطات الشحن؟ اذكر ان وجدت. وهل يمكنك إيجاد المحطة بإستخدام “خرائط جوجل”؟
بن خنين: طبعا يوجد إختلاف في المحطات ومحطات شركة تيسلا تكون منفصله ومستقله. والشواحن الأخرى تكون في نفس المكان غالبا (CCS, Chademo, type 2).
ونعم، من الممكن البحث عن المحطات عن طريق خرائط جوجل ولكن يوجد برامج أكثر دقه للبحث عن محطات الشواحن.
سكوتلاند: الى الان، تيسلا هي الوحيدة الناجحة وفي الطريق الصحيح لتوفير محطات الشحن الخاصة بها على عكس الشركات الأخرى التي تتسم بالبطىء عند شحن السيارة.

ما الذي استفدته من هذه الرحلة؟ وماهي أبرز المشاريع او المصانع التي زرتموها المتعلقة بالطاقة المستدامة؟
بن خنين: التعرف والاطلاع على سيارات الكهرباء وقيادتها ومعرفة مزاياها وعيوبها. التعرف على محطات الشحن وأنواعها. زيارة بعض دول اوروبا والتعرف على ثقافاتها. الإطلاع على خطورة البلاستيك في البحار وكيفية الاستفادة من هذه الفضلات في إعادة تدويرها. فمثلاً، فقد زرنا اثناء الرحلة الى بعض المشاريع الطاقة المستدامة كميناء بريستول والمشاريع المتخصصه في الإهتمام بنظافة البحار والمحيطات والتوعية لخطورة البلاستيك في تلويثها. زرنا أيضا، شركة EV Experience Center Plastic Whale المتخصصة في اعادة التصنيع من المخلفات الموجودة في البحار، مصنع Nevs للسيارات الكهربائية وفي المحطة الأخيرة، تمكنا من اللقاء بمدير الجمعية النرويجية لسيارات الكهرباء. المتخصصه في سيارات الكهرباء بمختلف فئاتها.

سكوتلاند: تمكنت من تجربة مجموعة متنوعة من السيارات الكهربائية وأيضا، تعلمت الكثير عن كيفية التعايش مع السيارة الكهربائية وكيفية قيادتها عبر مسافات طويلة فقد تمت تجربتها في سيناريو الواقع لمواجهة الحقيقة بدون مواربة.

إذا أتيحت الفرصة لك، هل ستشارك في رحلة مماثلة في الخليج العربي او في الشرق الأوسط؟

سكوتلاند: نعم، ما زلت مفتونًا بالمركبات الكهربائية وأريد أن أتعلم المزيد وآمل أن يتم تغيير وجهة نظري مرة أخرى. وأريد أيضًا أن أجربها مرة أخرى بعد إدراج التحسينات التقنية والبنية التحتية العامة بشكل أكبر. لم تتسنى لي الفرصة قط لتجربتها على الحلبة او في طريق وعر لأني كنت أقودها بالتأني والهدوء. أريد أن أقع في عشق نوع جديد من السيارات وما زلت منفتحًا للغاية على الفكرة، لكن هناك حتما شيئٌ لابد من فعله دائما وهو أن أكون صادقًا قدر الإمكان مع قاعدة جمهوري وعشاق رياضة المحركات.

يجدر الذكر بأن بريطانيا وفرنسا أعلنتا حظر بيع السيارات العاملة على البنزين أو الديزل اعتباراً من 2040، وفي الهند قررت عدم السماح بأي مركبة غير السيارة الكهربائية في البلاد اعتباراً من 2030، بينما خطة الحكومة النروجية تضمنت هدفاً واضحا وصريحاً بأن كل السيارات التي ستباع ابتداء من 2025 يجب أن تكون ذات انبعاثات صفرية. كما ان في الإمارات العربية المتحدة، تستخدم السيارات الكهربائية محليا حيث تم بناء محطات شحن في أماكن مختلفة وايضاً نظّمت رحلة للسيارات الكهربائية في بداية هذه السنة لتوفير للجمهور الخليجي فرصة للتعرف على كل ما يتعلق بالسيارات الكهربائية من خلال تجربة قيادتها وتشجيع على استخدامها. وتعتبر مثل هذه المبادرة خطوة جديدة نحو مستقبل مستدام خال من انبعاثات الكربون ومن أجل تحسين جودة الهواء والحفاظ على الموارد المائية واعتماد الطاقة النظيفة.