إنضم لأكثر من 10M+ متابع

المربع نت – منذ أيام فوجئنا بتقارير صحفية من اليابان عن مفاوضات اندماج محتملة بين ثاني وثالث أكبر شركة سيارات يابانية، هوندا ونيسان بالترتيب، ما سيؤدي لتكوين ثالث أكبر شركة سيارات في العالم، بقيمة سوقية تتجاوز 50 مليون دولار وإنتاج سنوي مقدر بـ 7.4 مليون سيارة.

في حالة إتمام الصفقة، والتي قد تشمل ميتسوبيشي كذلك، سيتم اعتبارها إحدى أكبر وأهم صفقات الاندماج في تاريخ الشركات اليابانية، وستعيد تشكيل خريطة صناعة السيارات اليابانية وقدرتها على المنافسة.

هذا التحالف موجه بشكل رئيسي لمنافسة الشركات الصينية التي اكتسحت المنافسين وعلى رأسهم علامات السيارات اليابانية خلال الأعوام الماضية، كما يستهدف التحالف المحتمل كذلك تأسيس جبهة موحدة أمام العملاق الياباني، تويوتا.

سنسرد في هذا المقال أهم العوامل التي دفعت نيسان وهوندا لعقد مفاوضات اندماج، وأهم العقبات التي قد تواجهها الشركتان عند محاولة إتمام هذه الصفقة التاريخية.

“تقارير المربع” أسباب وأهداف مفاوضات اندماج هوندا ونيسان المفاجئة، وأهم العقبات التي قد تعرقل أي صفقة محتملة

الشركات اليابانية تواجه تحديات وجودية من العلامات الصينية الصاعدة

إذا أردنا وسم الأعوام الخمسة الماضية بوصف واحد شامل، فسنصفه بالعصر الذهبي للسيارات الصينية.. والتي تمكنت من تحقيق نجاح سريع ومدهش ليس فقط في سوقها المحلي بالصين بل أيضاً في أسواق عالمية بالغة الأهمية مثل آسيا والشرق الأوسط وأوروبا.

كل عام، تنتج شركات السيارات الصينية موديلات جديدة أكثر جراءة وابتكاراً وقدرة على المنافسة، ما دفع قطاعاً كبيراً من المستهلكين حول العالم لتفضيلها واقتنائها على حساب المنافسين، ولا توجد شركات تأثرت بشكل أسوأ من هذه الأزمة أكثر من الشركات اليابانية نفسها.

اكتشف تقرير من بلومبرج أن شركات السيارات اليابانية، وعلى رأسهم نيسان وهوندا وميتسوبيشي، خسرت حوالي 9% من حصتها السوقية في الصين خلال الأعوام الخمسة الماضية، وهو معدل أسوأ من خسائر الشركات الأوروبية والأمريكية في نفس الفترة.

ولا تقتصر الأزمة على ذلك، إذ خسرت نيسان وهوندا حصصاً صادمة للمنافسين الصينيين في باقي الأسواق الآسيوية التي اشتهرت لعقود طويلة بروابطها التجارية العميقة بالصانعات اليابانية، مثل تايلاند وإندونيسيا وسنغافورة وماليزيا وغيرهم.

“تقارير المربع" أسباب وأهداف مفاوضات اندماج هوندا ونيسان المفاجئة، وأهم العقبات التي قد تعرقل أي صفقة محتملة 1
معرض بكين الدولي للسيارات 2024 في الصين

هذه العوامل وغيرها ساهمت في تدهور أرباح هوندا بـ 15% خلال الربع الثالث من 2024، كما أعلنت نيسان هي الأخرى عن خطط لتسريح 9000 عامل حول العالم وخفض السعة الإنتاجية بـ 20% في ظل تباطؤ الطلب داخل الصين والولايات المتحدة.

الاندماج سيؤدي لخفض النفقات وتحسين الهوامش الربحية وتسريع عمليات التطوير

من أهم فوائد اندماج الشركات حول العالم هو توحيد الأقسام القانونية والمالية ومشاركة سلاسل التوريد ونتائج البحث والتطوير، ما يؤدي عادة لتوفير عميق في التكلفة وزيادة في الأرباح.

كان هذا هو المنطق وراء اندماج فيات كرايسلر وبيجو ستروين في عام 2021 لتكوين شركة ستيلانتس، رابع أكبر شركة سيارات حالياً في العالم، وهو نفس المنطق الذي قد يدفع هوندا ونيسان للاندماج حالياً.

هوندا ونيسان بحاجة ماسّة جداً لتحسين الأرباح وخفض النفقات، إذ تبلغ هوامش نيسان الربحية من بيع سياراتها 0.4% فقط وفق بيانات شركة Visible Alpha، وهي فجوة هائلة مقارنة بتويوتا التي تبلغ هوامشها الربحية أكثر من 9%.

هوندا أفضل من نيسان في الهوامش الربحية بنسبة 4.6% ولكنها تظل محبطة نسبياً مقارنة بالمنافسين.. ويتوقع خبراء الأسواق أن أي اندماج محتمل بين هوندا ونيسان قد يرفع الهوامش الربحية للشركة الموحدة إلى 7% بفضل إجراءات خفض النفقات ومشاركة التكاليف، وهي نسبة معقولة.

هذه الاعتبارات ساهمت في ارتفاع أسهم نيسان بشكل صاروخي بأكثر من 24% خلال ساعات معدودة من الإعلان عن مفاوضات الاندماج، ما يوضح تلهف المستثمرين على خطوة كهذه واقتناعهم بها.

رينو عائق محتمل؟

“تقارير المربع" أسباب وأهداف مفاوضات اندماج هوندا ونيسان المفاجئة، وأهم العقبات التي قد تعرقل أي صفقة محتملة 2

حاولت رينو مؤخراً الالتزام بلهجة حيادية عند الحديث عن مفاوضات اندماج نيسان وهوندا.. واكتفت رينو بالتصريح بأنها تدعم محاولات نيسان “لاستعادة وتنظيم أعمالها”، وأكدت على حمايتها لمصالحها في أي صفقة مستقبلية محتملة.

وحاولت نيسان مؤخراً الانسحاب بشكل هادئ من التحالف القديم بينها وبين رينو، خاصة بعد مغادرة رئيس التحالف السابق وداعمه الأكبر كارلوس غصن وتوتر الأوضاع بين الشركتين خلال الأعوام السبعة الأخيرة.

وبالفعل خلال العامين الماضيين، بدأت رينو بخفض حصتها من أسهم نيسان بالتدريج، ولكن مع ذلك تظل رينو المساهم الأكبر في نيسان حتى الآن، بحصة مقدرة بـ 36%، ما يعني أن موافقة إدارة رينو (والحكومة الفرنسية وراءها) ضرورية لأي صفقة اندماج محتملة بين هوندا ونيسان.

فوكسكون التايوانية تدخل الساحة في مفاجأة للجميع

من المفاجآت التي صدرت خلال الأيام الماضية هي التقارير الصحفية الموثقة عن محاولة صانعة الآيفون التايوانية الشهيرة فوكسكون للاستحواذ على علامة نيسان ضمن خطط توسعها في عالم السيارات.

وفق تقرير من Wall Street Journal، دخلت فوكسكون مفاوضات جادة للاستحواذ على مصانع وفرق نيسان خلال الأسابيع الماضية، ويبدو أن هذه المفاوضات أثارت توتر واعتراض إدارة نيسان ودفعتهم للتعجيل بمفاوضات الاندماج مع هوندا، والتي تم اعتبارها حليفاً أكثر منطقياً وتناسباً مع نيسان.

ولكن مع ذلك لم تيأس فوكسكون.. إذ أشارت تقارير جديدة إلى أن ممثلين عن الشركة في زيارة حالية لفرنسا للتفاوض مع رينو حول شراء حصتهم في نيسان، أو جزء منها على الأقل، وسنوافيكم بتطورات الأوضاع فور التأكد منها.

التركيز على السيارات الكهربائية والهجينة، ودور ميتسوبيشي في التحالف المحتمل

أي اندماج أو اتفاقية تعاون محتملة بين هوندا ونيسان ستركز على محورين رئيسيين، وهما السيارات الكهربائية والسيارات الهجينة.

السيارات الكهربائية هي نقطة ضعف عميقة للعلامات اليابانية التي تشتهر بحرفيتها وإحكام صنعتها لمحركات الاحتراق الداخلي العملية طويلة العمر، مقارنة بالإبداع البرمجي والتكنولوجي الذي تتميز بها صانعات السيارات الصينية والذي ساهم في تحقيقها لقفزات تقنية مدهشة في البطاريات والتقنيات الكهربائية وسبق المنافسين.

التسريع من خطط تطوير موديلات كهربائية جديدة مقنعة للمستهلكين وبأسعار معقولة وخاصة في الصين نفسها وأوروبا هي خطوة لا مناص منها لهوندا ونيسان إذا أرادت الشركتان استعادة بريقهما وحصصهما السوقية المتدهورة.

بجانب المحور الكهربائي، لابد من التركيز على محور السيارات الهجينة التي حققت نجاحاً مذهلاً خلال الأعوام الماضية وساهمت في احتفاظ تويوتا بالمركز الأول في المبيعات العالمية بهامش ضخم عن أقرب المنافسين.

“تقارير المربع" أسباب وأهداف مفاوضات اندماج هوندا ونيسان المفاجئة، وأهم العقبات التي قد تعرقل أي صفقة محتملة 4
ميتسوبيشي اوتلاندر هايبرد بالقابس الكهربائي

نيسان بشكل خاص بحاجة إلى تنويع خيارات الموديلات الهجينة التي توفرها في السوق الأمريكي الأكثر أهمية لها، وقد يتم الاستفادة هنا من خبرات ميتسوبيشي في تكنولوجيا المحركات الهجينة القابلة للشحن بالقابس الكهربائي Plug-in Hybrids.

معظم التقارير تشير إلى أن ميتسوبيشي على الأرجح ستنضم لأي تحالف محتمل بين هوندا ونيسان ولكن لا توجد أي تأكيدات رسمية للوقت الحالي.

اقرأ أيضاً: “تقارير المربع” شركات السيارات اليابانية تترنّح بعد خسائر غير مسبوقة للحصة السوقية أمام المنافسة الصينية

شاهد أيضاً:

Image of ask section link

اشترك بالقائمة البريدية

احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول


صور من المربع نت