المربع نت – تعرضت مدينة أنكوريج بولاية ألاسكا الأمريكية مؤخراً لزلزال مدمر بقوة 7 ريختر حطم أجزاء كبيرة من طرقها، قبل أن يتم إصلاحه خلال عدة أيام، فدعونا نعرف كيف تم ذلك.
يبلغ عدد سكان أنكوريج 300,000 نسمة ممتدين على مساحة 4,920 كم مربع التي يربطها طرق عديدة تمدها بالحياة، ونظراً لكون ألاسكا الأكثر تعرضاً للزلازل، فهي أيضاً الولاية الأفضل تجهزاً لها، وخاصة بعد زلزال 1964 الذي نتج عنه تسونامي ضخم، ما أدى لوضع قوانين تزيد من أهمية تقوية الأبنية، كما بدأت أقسام المواصلات والطرق العام بتحديث خطط الإنقاذ والإصلاح بشكل دوري.
وبفضل كل هذا التخطيط والاستعداد، أصبح السكان والسلطات على أتم استعداد عند بدء أي هزة أرضية، وفور تحطم الطريق الرئيسي بمدينة أنكوريج، استقل مفتشي الجسور بالولاية طائرتهم على الفور من جونو، عاصمة ألاسكا، كي يصلوا قبل منتصف الليل وبدأوا بفحص الجسور على طريق 243 الذي تأثر بالزلزال، وبدأ بعدها عمال الإصلاحات بالاستعداد فوراً لمباشرة أعمال الإصلاحات.
استمر العمل على مدار الساعة عبر إزالة الأسفلت المحطم والاحتفاظ به كي يتم إذابته لاحقاً، ثم بدأ استخدام المعدات الثقيلة لاقتلاع الرواسب المشبعة بالمياه التي انزلقت أو غرقت خلال الاهتزازات مع جمع وضغط مواد جديدة لإنشاء قاعدة أرضية متينة، ثم تم ملء الحفر بالصخور الضخمة والحصى وصولاً إلى الأسفلت بالنهاية.
يتطلب الأسفلت تسخينه من حالته الصلبة كي يمكن إذابته على هيئة طبقة سميكة تصنع لنا الطرق، ولكن نظراً لمدى برودة ألاسكا في نهاية الخريف، تتوقف أنشطة مصانع الأسفلت لتوفير الطاقة نظراً لأن عملية تسخين الأسفلت المتجمد تتطلب أسبوع على الأقل لإذابته، ولكن فور بدء الاهتزازات وانشقاق الطرق، تم تشغيل المصانع مجدداً.
بعد ذلك، تم استخدام طلاء مؤقت لرسم خطوط الطريق، حيث لا يمكن استخدام الطلاء الدائم سوى بفصل الصيف، ولكن التحدي الأكبر كانت توابع الزلزال التي استمرت أثناء العمل في ظروف باردة للغاية ومع هبوب رياح بلغت سرعتها 105 كم/س، ما أدى لإصابة العديد من العاملين بدوار البحر، إضافة لهبوط التربة المصبوبة حديثاً أحياناً ما وجب إعادة ملء القاع بالصخور والحصى.
هذا ورغم كل ذلك وبفضل المثابرة وضبط النفس القوي الذي يتحلى به كافة العاملين، بعد أن ضرب الزلزال المدينة يوم الجمعة الساعة 8:29 صباحاً، بحلول يوم الأربعاء التالي في تمام الرابعة صباحاً، تم إصلاح كافة الطرق الثمانية الأساسية التي تضررت بالكامل وإعادة افتتاحها مرة أخرى، بينما تظل الطرق الأصغر والأقل أهمية بانتظار الإصلاحات حالياً، أي أنه بالاستعداد والخبرات والتمويل اللازم في النهاية، يمكن بالفعل إصلاح مشاكل الطرق في وقت قياسي.
اشترك بالقائمة البريدية
احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول