إنضم لأكثر من 10M+ متابع
تعرف على رياضة “الدريفت” وأصلها وتاريخ ظهورها والمفهوم الحديث لها Drifting

المربع نت – يتمتع عالم السيارات بتنوع الرياضات المتعلقة به واختلاف أساليبها فى إسعاد الجمهور وإخراج ما لديه من طاقات ، فمنها التنافسية لحد الجنون كالناسكار ، ومنها المثيرة بالتقنيات والتكاليف المرتفعة والقدرات المبهرة للسيارات المشاركة كالفورميلا 1 ، ومنها التى تشعل المنافسة بين محبى شركات السيارات كل يشجع شركته المفضلة كسباقات التورينج.

إلا أن بعض تلك السباقات يأخذ طابع خاص للغاية ، طابع لا يعتمد على السرعة أو التقنية المرتفعة أو حتى المحركات مفرطة القوة ، فهو يعتمد على معادلة بسيطة تجمع بين صرير العجلات والدخان المنبعث منها وبين زاوية الانحراف التي يمكن للسيارة أن تنطلق بها على الحلبة ، وهو ما يعرف عربياً بالانجراف ، كترجمة للمصطلح الانجليزي الأكثر شيوعاً ” Drifting “.

drifting_battle_by_flinstonero-d4ae82m

ما أصل رياضة الدريفت ؟
إذا رجعنا فى المربع نت إلى أصل الدريفت فهو لم يبدأ كرياضة ، بل بدأ الأمر بمجرد أسلوب قيادى أثار إعجاب الجماهير وتطور مع الوقت ليتخذ شكل رياضة كاملة لازالت تسيطر على أهواء محبى السيارات وحتى من لا يهوى هذا المجال .
ففى بداية القرن الماضى ، حيث لم ينفرد اى من سباقات السيارات بالشهرة والأضواء أكثر من سباقات الجائزة الكبرى والتى تحولت فيما بعد إلى الفورميلا 1 ، ابتكر العديد من السائقين طريقة فريدة لقطع المنعطفات مع الحفاظ على سرعتهم رغبة فى تسجيل أزمنة سريعة على حلبات السرعة والتى كانت فى هذا الوقت يغلب على بعضها الأتربة وليست إسفلتية كحلبات اليوم .
ومع تقدم سباقات السيارات وظهور تلك السيارات فائقة القوة والتى تميل الى فقدان مؤخرتها فى المنعطفات السريعة طوال الوقت ، تطور استخدام هذا الاسلوب القيادى حتى بدأ فى اتخاذ منعطف تاريخى فى اليابان.

Formula-DRIFT-LB-16-copy

فعلى الطرق الجبلية الملتوية لليابان بدأت منافسات السرعة بين الشباب تشتعل فى فترة الستينيات ، عاماً بعد عام تزداد خبرتهم بهذه الطرق وسرعتهم فى دخول المنعطفات والتى أدت بالطبع إلى تطور مهارتهم فى التحكم بانزلاق تلك السيارات ، ومن ثم التحكم فى هذا الانزلاق لبقاء السرعة والوصول إلى نقطة النهاية فى أسرع وقت.
وبشهرة هذا الأسلوب القيادى اليابانى المنتشر بين الشباب ، بدأ هذا الأسلوب كذلك فى الظهور خلال السباقات الرسمية فى الأعوام التالية ، والتى شهدت منافسات حادة بين السائقين ابرز خلالها كل منهم مهارته فى التحكم فى السيارة خلال المنعطفات عن طريق دخول المنعطفات بأقصى سرعة ممكنة ومن ثم السيطرة على انزلاقها.

وهو ما مهد الطريق لظهور الأب الروحى للدريفت ، وهو كوميتسو تاكاشى ، والذى بدأ فى الاعتماد على أسلوب قيادى خاص للغاية ، يستهدف الوصول إلى المنعطف بأقصى سرعة ومن ثم الإطاحة بمؤخرة السيارة مستهدفاً المرور بمقدمة السيارة عند أضيق زاوية للمنعطف ، وبعدها يبدأ فى التسارع بقوة للخروج من المنعطف بأقصى سرعة ممكنة ، وهو أسلوب انفرد به ومكنه من حصد بطولات عديدة وجعله أسطورة للسباقات اليابانية ، ليس فقط كونه قد حقق نجاحات عدة ، بل لأنه ابتكر نوع جديد من رياضات السيارات.

Gatebil-Sweden-2013-Drift-Mini-Report-PMcG-7

الدريفت بالمفهوم الحديث
بعد أن وضع كوميتسو تاكاشى أساسات هذا الأسلوب الفريد لإمتاع الجمهور والتغلب على المنعطفات ، لم يسعفه الوقت لتطوير هذا الأمر والوصول به إلى مستوى جديد ، ولكن لحسن الحظ اهتم احد متابعيه ومحبيه من سائقى السباقات ويدعى كيتشى تسوتشيا بهذا الأسلوب ، وهو رجل على الأرجح تعرف شكله جيداً ولكن لم تسمع باسمه من قبل.
فكيتشى تسوتشيه هو الرجل الأهم فى عالم الدريفت فى وقتنا الحاضر ، أو كما يعرف بلغة هذا العالم بملك الدريفت ( Drift King ) ، وهو الرجل الذى اتخذ فكرة الانزلاق بسرعة خلال المنعطفات بأساليب مختلفة وطور هذا المفهوم ليبدو كما هو عليه اليوم فيما يعرف بالدريفت.

larry_chen_speedhunters_formula_drift_palm_beach-1

ما هو الدريفت ؟
بعد أن عرفت من أين بدأت تلك الأساليب القيادية الممتعة ، حان الوقت لتتعرف على المعايير الصحيحة للدريفت والتى يسعى كل سائق محترف لهذا النوع من القيادة لتطبيقها وبقدر التزامه بها يتم اعتباره محترف واحتساب اعلى النقاط لأسلوبه القيادى فى تحديات وسباقات الدريفت الرسمية .
ففى المعتاد ، يتبع سائقى السباقات خط محدد لدخول المنعطفات والخروج منها أثناء السباقات ، وهو الخط الذى يضمن لهم أسرع مرور بالمنعطف اختصاراً لأزمنة لفاتهم على الحلبة ، ويمر كافة السائقين على هذا الخط بسرعة مناسبة تمكنهم من إبقاء السيارة مستقيمة قدر الإمكان للحفاظ على سرعتها.

أما الدريفت فيتبنى أسلوب مختلف ، حيث يعمل السائق على الوصول إلى المنعطف بسرعة مرتفعة ومن ثم يتعمد إطلاق مؤخرة السيارة جانباً لتبدو السيارة وكأنها فى الطريق إلى فقدان السيطرة والالتفاف حول نفسها ، وهى لحظة حاسمة يعتمد فيها السائق على مهارته فى إبقاء السيارة منطلقة بزاوية كلما كانت عمودية أكثر على الحلبة كلما كان الدريفت أكثر نجاحاً .
ولان ما ينفذه السائق يخالف ما اعتادت عليه قوانين الفيزياء التى تدير مسرح السرعة بالكامل ، فتبدأ بعض التوابع لهذا الأسلوب القيادى فى الظهور ، وهى لحسن الحظ ظواهر محببة للجمهور ، وهى صرير العجلات التى تكافح لتتماسك مع الطريق وتوجه السيارة إلى الأمام ، وكذلك الدخان الناتج عن كم الاحتكاك الكبير الذى ينتج عن دفع المحرك القوى لتلك العجلات وهى موجهة عكس اتجاه انطلاق السيارة .
تحديات وبطولات الدريفت.
مع تطور وانتشار الدريفت ، لم يعد الأمر مجرد أسلوب قيادي ، بل تطور ليصبح رياضة كاملة من رياضات السيارات يقام لها البطولات والتحديات وتستند إلى معايير محددة للتحكيم يمكن من خلالها اختيار أفضل السائقين وأكثرهم قدرة على إتباع الدريفت الصحيحة.

فبطولات الدريفت تقام عادة على حلبات بسيطة التصميم على عكس معظم رياضات السيارات ، فهى حلبة تحتوى على منعطفات بسيطة وقليلة فقط لتتيح للمتسابقين استعراض مهاراتهم وتقديم عرض جيد للجمهور.

فكلما زادت زاوية انحراف السيارة أثناء انطلاقها زادت النقاط التى يكتسبها المتسابق ، وكلما اقتربت السيارة من أضيق نقطة فى المنعطف أثناء تنفيذ الدريفت أو من اى حواجز جانبية بشكل عام كلما زادت النقاط ، وكذلك كلما ازداد صرير العجلات وازدادت كمية الدخان التى تطلقها تلك العجلات اثر انجرافها مسرعة تمتع الجمهور بعرض جيد وحصل السائق على المزيد من النقاط.

 

Image of ask section link

اشترك بالقائمة البريدية

احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول


صور من المربع نت