إنضم لأكثر من 10M+ متابع
“تقرير” الولايات المتحدة والصين يدخلان في حرب باردة ولكن ليست من النوع الذي تعتقده

المربع نت – مع كل الجدل الذي يدور حول قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض ضرائب جمركية مرتفعة على واردات الصلب والألومنيوم من الصين، ينسى البعض أن هذه المعادن لا تمثل سوى نسبة صغيرة من التعاملات التجارية بين الدولتين.

العامل الأهم في توجه الحكومة الصينية حاليا هو النهم والسعي الدائم وراء أحدث التقنيات الغربية في معظم المجالات، مع تشجيع فعال للمستثمرين الصينيين للاستثمار الخارجي لمعرفة أسرار وخبايا تقنيات أشهر الشركات في العالم، وإعادة تدوير وإنتاج هذه التقنيات الضرورية في الصين.

هذا الاتجاه الصيني حقق نجاحا مدهشا بالفعل في العديد من القطاعات، وأولها السيارات الكهربائية الحديثة، حيث تمكنت صانعات السيارات الصينية من استيعاب وإعادة إنتاج تقنيات البطارات الكهربائية بشكل محلي وموثوق فيه على مدار الاعوام الاخيرة، ليستحوذوا في النهاية على 97% من سوق السيارات الكهربائية في الصين.

وبما أن اكبر الشركات التقنية في العالم تقع في الولايات المتحدة، فلا عجب ان أغلب الاستثمارات الخارجية الصينية تذهب مباشرة لأمريكا، بقيمة 100 مليار دولار بين عامي 2014 و2017 فقط، حيث تذهب أغلب هذه الاستثمارات لتمويل الشركات التقنية الصاعدة مثل فاراداي للسيارات، مع قنص وجذب المواهب من جوجل وتيسلا وأبل بمرتبات ممتازة.

لاعوام، استمر المستثمرون الصينيون بتطبيق هذه الاستراتيجية بنجاح في الولايات المتحدة، ولكن الأمور تغيرت في عهد الرئيس دونالد ترامب، والذي بدأت إدارته بتطبيق قواعد أكثر صرامة وتقييدا على الاستثمار الصيني.. وأبرز مثال على هذا هو منع الإدارة الأمريكية لشركة على بابا الصينية من شراء موني جرام في يناير الماضي، وفي اواخر 2017، منعت إدارة ترامب صفقة صينية بقيمة 1.3 مليار دولار لشراء شركة Lattice Semiconductor الأمريكية، وغير ذلك من القيود والضربات التي لم يواجهها المستثمر الصيني عادة في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.

في المقابل، يستمر التوسع الصيني بنجاح في أوروبا بدون قيود ملحوظة، حيث استحوذ المستثمرون الصينيون على Kuka Robotics وPirelli وفولفو على مدار الأعوام الماضية، كما اشترت دونج فينج موتورز الصينية حصة 14% من بيجو-سيتروين، وأهم هذه التطورات كان شراء جيلي لأكبر حصة في دايملر المالكة لمرسيدس بنز.

إقرأ أيضاً: صانعات السيارات تواجه خطر الحروب التجارية مع تهديدات ترامب

في العصر الذي نعيش فيه، توسع الامبراطوريات لا يحدث عبر الجيوش والطائرات، بل عبر الاستثمار والتدفق التجاري، وهذا درس استوعبته الصين بالكامل في العقد الأخير، والسؤال هنا هل سنرى ردود فعل سلبية في أوروبا مماثلة لعدوانية ترامب؟، وما تأثير التوسع الصيني في مختلف القطاعات، تحديدا السيارات والتقنيات؟ .. الإجابة ستتضح أكثر في الأعوام القادمة.

"تقرير" الولايات المتحدة والصين يدخلان في حرب باردة ولكن ليست من النوع الذي تعتقده 1

Image of ask section link

اشترك بالقائمة البريدية

احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول