“تقرير“ تعرف على الفرق بين كل من رياضة “الدرفت“ النظامية وظاهرة “التفحيط“ العشوائية

المربع نت – نزولا عند رغبة جمهور “المربع نت“ الكرام, ورغبة منا في إعادة الاعتبار لمفهوم “الدرفت“, نقترح في مقال اليوم تذكيرا لأنفسنا اولا بالمفهوم الرياضي لرياضة “الدرفت“ أو “الانجراف“ والفرق بينه وبين “التفحيط“, على أساس أن هذا الأخير, ليس برياضة بل مجرد تهور طائش, يعرض أصحابه للخطر.

في حين أن “الدرفت“ أو ما يسمى “بالانجراف“, رياضة راقية, لها قوانينها ومبادئها, ورياضيوها, خصوصا في المملكة السعودية, التي رعت في اكثر من مناسبة هذا النوع من الرياضة كان اخرها, رعاية الشرطة السعودية مع جهات حكومية أخرى، يوم الجمعة الماضي، حلبة استعراضات لرياضة “الدرفت“, وفي المقابل كثفت وتكثف جهودها لمحاربة ظاهرة التفحيط كممارسة عشوائية.

فما هو مفهوم الدرفت وتاريخه؟:

الدرفت “الانجراف” هو اسلوب قيادة و فن السيطرة على السيارة بحيث تنزلق السيارة جانبيا بسرعة عالية جدا وفي الوقت نفسه الحفاظ على السيطرة الكاملة للسيارة, ويتم الدرفت “الانجراف” عمدا من قبل السائقين بالإفراط في توجيه العجلات مما يسبب بإنزلاق لمؤخرة السيارة لتفقد الجر، وفي الوقت نفسه توجيه السيارة في الاتجاه المعاكس الذي تسير به السيارة عند دخول المنعطفات مع الحفاظ على السيطرة الكامله عند دخول و خروج المنعطف, و هذا يتطلب و يحتاج لمهارات عالية من قبل السائقين.

بدأت رياضة الدرفت “الانجراف” في اليابان في مطلع السبعينات على يد السائق كنيمتسو تاكاهاشي و هو يعد الاب الروحي لهذه الرياضة, فقد كان تاكاهاشي اول من وجد هذه التقنيه في السباقات و عرف تاكاهاشي بدخوله المنعطف بسرعة هائلة و ضرب قمة المنعطف و هي النقطة الاقرب للسيارة داخل المنعطف و من ثم الانجراف و خروجه من المنعطف محافظاً على سرعة خروج عالية, وهذه التقنيه حصلت له على عدد من البطولات و انشأت له حشد غفير و كبير من المشجعين الذين كانوا يتمتعون بمشهد الدخان الصاعد من الإطارات نتيجة انزلاق العجلات الخلفية للسيارة. و ازدهر نمط القياده هذا في سباقات اليابان الى ان جاء المعروف بلقب ملك الدرفت كييتشي تسوتشيا.

اهتم كييتشي تسوتشيا بتقنية الدرفت اهتماما خاصا و بدأت ممارسته لهذه التقنيه على الطرق الجبلية في اليابان, و اكتسب تسوتشيا سمعة هائلة لاسلوبه في القيادة كما الهم العديد من المتسابقين المحترفين. و في عام 1987 اتفقت العديد من المجلات الشعبية المعروفة و البعض من كراجات التعديل على انتاج فيديو لاستعراض مهارات تسوتشيا و قدرته في الانجراف تحت عنوان “Pluspy”

كما وابدا متسابقوا الشوارع اهتمامهم في هذا النمط وهذه التقنية في القيادة واصبحت رياضة الدرفت شائعة بشكل متزايد في اليابان و سجل عام 1986 اول سباق درفت استضيف من مجلة كاربوي اليابانية و بعدها في عامي 1988 و عام 1989 تعاون تسوتشيا جنبا إلى جنب مع مؤسس ورئيس تحرير مجلة (Option) دايجيرو إنادا على تنظيم اول حدث خصيصا لرياضة الدرفت و الذي عرف في عام 2000 بمسابقة الجائزة الكبرى دي ون “D1 Grand Prix” و كان الحكم الاول في هذه المسابقات اسطورة الدرفت و ملك الانجراف كييتشي تسوتشيا.

ومنذ ان اسست اول مسابقة في اليابان اخذت هذه الرياضة بالتوسع و الانتشار و كان اول وصول لها في الولايات المتحدة الامريكية في ولاية كاليفورنيا في مطلع التسعينات و منذ ذلك الحين انتشرت هذه الرياضة على شكل شعبي واسع في أمريكا الشمالية وأستراليا وأوروبا, و مع بدايات الالفية الجديدة كانت رياضة الدرفت قد تفجرت في جميع انحاء العالم.

وقد تطورت رياضة الدرفت و اصبحت رياضة تنافسية حيث يتنافس السائقين لكسب النقاط من الحكام بناء على عوامل مختلفة, على عكس سباقات السيارات التقليدية حيث يفوز الأسرع, فهي تعتمد على مهارة التنفيذ والاسلوب و يتم تحكيم هذه المسابقات اعتمادا على الخط و الزاوية و السرعة و يستند اليها ايضا عامل الاستعراض, على سبيل المثال كمية الدخان الصاعدة من العجلات, زاوية السيارة في دخولها للمنعطف, مدى قرب السيارة للجدار وسرعة الخروج من المنعطف. وقد يخطىء البعض بإعتقادهم انها رياضة سهلة وانها تحتاج فقط للخروج عن السيطرة و لكن رياضة الدرفت هي اكثر تعقيدا من ذلك فهي تحتاج لمهارات قيادة عالية للسيطرة على السيارة و التحكم بها و هي بوضعية الانجراف.

دخلت هذه الرياضة الشرق الاوسط و تحديدا في لبنان عام 2008 مع شركة ردبول وحملت اسم ردبول كار بارك درفت “RedBull Car Park Drift” وهو الحدث الاول من نوعه في منطقة الشرق الاوسط المخصص لفن الدرفت – الانجراف, و كانت لبنان هي اول دوله عربية تستضيف هذا الحدث و سرعان ما نمت هذه المسابقة بسرعة هائلة و اصبحت تستضيف 9 دول عربية من منطقة الشرق الاوسط و تضم افضل سائقي المنطقة ليتنافسو ضد بعضهم للفوز باللقب.

سباقات الانجراف في الشوارع بشكل غير قانوني قد تسبب مشاكل في كثير من البلدان وخصوصا عندما يتم القيام بها في الأماكن العامة, فلذلك نرجو من عشاق هذه الرياضة ممارسة هذا النوع من القيادة بعيدا عن الاماكن العامة و قصد الاماكن المخصصة لتجدها أكثر متعة وآمان.