إنضم لأكثر من 10M+ متابع
“تقرير” قصة هنري فورد مؤسس شركة “فورد” وكيف أسس الشركة وكم قيمتها اليوم بين الشركات

image001المربع نت – مؤسس شركة فورد للسيارات, مبتكر خط التجميع السيارات لإنتاج السيارات بالكم, قام بإنتاج سيارة في متناول الجميع, قام بدفع رواتب عالية للعاملين لديه وهو ما أدى إلى نشوء الطبقة المتوسطة بأمريكا, قام بعمل السيارة موديل تي (Model T), قام بابتكار ناقل للسرعات, ابتكر المحرك ذو الثمانية اسطوانات V-8, جعل للسيارة شعبية واسعة أدت إلى انتشارها محلياً وعالمياً. عمل من خلال رؤيته من جعل السيارة وسيلة فائدة للرجل العادي بدلاً من كونها وسيلة رفاهية للرجل الغني.

ولد هنري فورد في 30 يوليو سنة 1863 في مقاطعة واين بولاية ميتشيجان الأمريكية, وهو أبن لأسرة مهاجرة من أيرلندا. ترك المدرسة في سن الخامسة عشر ليعمل في مزرعة والده, لم يستهويه العمل بالزراعة, فأنتقل إلى ديترويت ليعمل ويتدرب بورشة ميكانيكة, ولزيادة دخله كان يعمل في ساعات فراغه في تصليح الساعات والمنبهات.

عاد هنري فورد إلى بلدة جرينفيلد بعد أن أعطاه والده أربعين هكتار (10 فدان) ليبدأ مزرعته الخاصة, ولم يحب العمل بالزراعة ومضى معظم الوقت يحاول بناء مركبة تعمل عن طريق البخار, ومركبة زراعية.

ومع عدم رغبته للبقاء بالمزرعة عاد ليعمل في شركة أديسون للإنارة وترقى من متدرب إلى مهندس بالشركة. خلال فترة عمله قرأ هنري فورد مقالة في مجلة عالم العلم عن المهندس الألماني نيكلوس أوتو الذي قام ببناء محرك احتراق داخلي. وخلال تلك الفترة أمضى هنري فورد وقت فراغه محاولا ً بناء سيارة تسير بالوقود. وكانت أول سيارة أنتهى من تجميعها في سنة 1896. وكانت تلك السيارة تعمل بمحرك عدد 2 أسطوانة رباعي الأشواط ومركب على عجلات دراجة وسميت باسم كوادريسيكل quadricycle , وكان للسيارة نقلتين أماميتين ولم يكن بها نقلة خلفية أو فرامل. قام هنري فورد ببيع سيارته واستخدام ثمنها في تمويل عمله في مجال السيارات.

عمل هنري فورد في شركة أديسون للإضاءة لمدة ثماني سنوات وأعتزل العمل بعدها وتفرغ لتصنيع السيارات. أصبح رئيس المهندسين وشريك في شركة سيارات ديترويت والتي أنتجت القليل من السيارات. وقام بتأسيس شركة فورد وعمل بها هنري فورد كمهندس, واعتزل العمل بها بعد عدم أتفاق مع أصحاب البنوك في 1902 وأصبحت الشركة بما يعرف بشركة كاديلاك موتور.

بعد محولتين غير ناجحتين لعمل شركة تصنيع سيارات, تأسست شركة فورد في سنة 1903 وهنري فورد نائب الرئيس ورئيس المهندسين. وقامت تلك الشركة بتجميع عدد قليل من السيارات, حيث تقوم مجموعة من أثنين إلى ثلاث عمال بالعمل على كل سيارة من أجزاء مصنعة بالشركة أو مطلوبة من شركات أخرى.قام ببناء السيارة موديل أيه Model A (1903) , وخلال فترة السنوات التالية قام ببناء سيارات سباق التي سجل بها أرقام قياسية, وقاد بعضها في سباق السيارات.

هنري فورد مع السيارة موديل تي في سنة 1921, حوالي مليون سيارة من موديل تي تم إنتاجها في هذه السنة

هنري فورد مع السيارة موديل تي في سنة 1921, حوالي مليون سيارة من موديل تي تم إنتاجها في هذه السنة

كان أول أنتاج للسيارة موديل تي Model T في 1 أكتوبر سنة 1908. بحلول عام 1918 أصبح نصف عدد السيارات في أمريكا موديل تي. وتميز الموديل تي بأن عجلة القيادة أصبحت على اليمين, وهو ما أخذت حذوه الشركات الأخرى فيما بعد وحتى يومنا هذا.

ولتغطية الحاجة لمزيد من موديل تي عمل هنري فورد على تجميع دقة الإنتاج, التوحيد القياسي, الأجزاء التي يمكن استبدالها, قسم العمال. وفي سنة1913 أدخل خط الإنتاج (التجميع) المتحرك, الذي فيه أن يبقى العمال في مكان ليضيفوا قطعة أو جزء لكل سيارة عند مرورها أمامهم على الخط. ويمدمجموعة العمال بالقطع المطلوبة عن طريق سير, محسوب توقيته بعناية فائقة لتمكين خط التجميع من العمل بسلاسة تامة. فقام بتقسيم خط التجميع إلى 84خطوة منفصلة, ويدرب العمال على القيام بعملية واحدة. وقام بدراسة للزمن والحركة لتقدير الزمن المناسب وعدد العمال المطلوب لإنجاز العمل.

إن استخدام خط التجميع المتحرك قام بثورة هائلة في مجال تصنيع السيارات مما قلل من زمن تجميع السيارة وبالتالي إلى خفض سعرها, مما جعلها في متناول الكثير وعمل على زيادة شعبيتها.

يقول هنري فورد أن فكرة خط التجميع خطرة له حين كان في زيارة لأحد الأماكن المخصصة للذبح وتحضير اللحوم في شيكاغو. فقد كانت الذبائح تعلق في ترولي علوي وتتحرك لتقف أمام مجموعة من العاملين, حيث تقوم تلك المجموعة بعملية محددة لاستقطاع جزء محدد من الذبيحة, ثم تحرك الذبيحة للمجموعة التالية التي تقوم فقط باقتطاع جزء أخر محدد, وهكذا حتى ينتهي المطاف في نهاية الخط  بالهيكل العظمي للذبيحة. وتبلورت الفكرة عند هنري فورد بأنه يمكنه تجميع السيارة بالطريقة العكسية. فيبدأ في بداية الخط بالهيكل العظمي للسيارة (الشاسية) ثم تقوم كل مجموعة من العمال بتركيب أجزاء محددة عند توقف السيارة أمامهم بالخط (مجهزين بالقطع المطلوبة ومدربين على تلك العملية المحددة), حتى ينتهي المطاف بسيارة مجمعة في نهاية الخط, بطريقة أسرع وأدق!

كان أول أنتاج للسيارة موديل تي التي تجمعت في ديترويت في 1 أكتوبر سنة 1908, وقد بيعت وقتها بمبلغ 950 دولار, والتي انخفض سعرها إلى 280 دولار نتيجة أسلوب الإنتاج والإدارة. وخلال 19 عاماً تم بيع 15 مليون سيارة من موديل تي في أمريكا بالإضافة إلى مليون بكندا وربع مليون بإنجلترا, وهو أكثر موديل يستمر إنتاجه لفترة زمنية طويلة بعد البيتلز لشركة فولكس واجن. وخلال الفترة من 1908 إلى سنة 1927 أدخلت تعديلات طفيفة على تصميم الموديل تي. وبحلول عام 1918 أصحبت نصف سيارات أمريكا الموديل تي.

image009

كان أكثر المؤثرين على هنري فورد المخترع توماس أديسون, فبعد نجاح موديل تي, طلب فورد من أديسون تطوير بطارية تخزين للطاقة الكهربائية تعمل بالسيارة, وقام بدعم المشروع بمبلغ 1.5 مليون دولار. ولكن مع كل الاختراعات العظيمة التي قام بها أديسون فإنه لم يستطيع تحقيق ذلك المطلب.

نقاط القوة لفورد ليس كونه مخترع ولكن في إجراءات التصنيع التي أبتكرها. فبدل أن يقوم العمال في مكان واحد بتجميع السيارة, فعمل على أن تقوم مجموعة من العمال بإضافة أجزاء على السيارة أثناء مرورها على خط الإنتاج. وفي سنة 1914 أصبح أول سير متحرك ذاتياً يمكنه أخراج سيارة كل 93 دقيقة, بدلاً من 728 دقيقة بالطريقة المعتادة. وفي نفس السنة أذهل فورد العاملين في مجال السيارات بإعطاء أجر للعامل عنده مقداره 5 دولارات كأجر ليوم العمل الكامل. حيث كان الأجر للعمال في مجال السيارات 2.34 دولار في يوم العمل المقدر بتسعة ساعات. لم يقم فورد بمضاعفة الأجر ولكنه أنقص ساعة من وقت العمل ليصبح وقت العمل اليومي ثمانية ساعات فقط. وبذلك أمكنه من جعل اليوم ثلاثة نوبات عمل بدل من اثنين.

واجه هنري فورد الكثير من العقبات في إدارة شركته ففي إصراره على التوسع في المصانع وتقليل سعر السيارة مما أدى بالمساهمين بالشركة من مقاضته في ذلك الشأن. وليس التوسع هو فقط ما كان يعمل له فورد ولكن هو الاكتفاء الذاتي لتصنيع أجزاء السيارة. ولتصنيع أجزاء السيارة أدى إلى الحاجة إلى امتلاك مناجم للحديد ووسائل نقل كالسفن والسكك الحديدية ومصانع تصنيع الأجزاء للمحرك والشاسية والأجزاء الداخلية بالسيارة وإطارات السيارات. وخلال عام 1920 أصبحت شركة فورد تملك مزارع مطاط في البرازيل, أساطيل سفن, سكك حديد, مناجم فحم, ألاف الأفدنة من غابات الأشجار. مناجم لخام الحديد.

وفي خلال عقدين من الزمن أصبحت السيارة متوفرة لمعظم الناس, وأصبح أصحاب المزارع غير معزولين, واختفى الحصان من الطرقات بسرعة كبيرة والذي أدى إلى الاستغناء عن زراعة المواد المغذية للحصان (القش) وزرع بدلاً منه زراعات أخرى مما أدى إلى ثورة في مجال الزراعة, وبدأ انتشار المدن بالمناطق البعيدة مما أدى إلى ثورة في مجال البناء والأعمار, وشيدت الطرق والكباري لربط البلاد ببعضها مما أدى إلى ثورة في مجال الاتصالات.

خلال عام 1925 كان هنري فورد ينتج 10000 سيارة كل 24 ساعة. ولكن في سنة 1926ونتيجة لإصرار فورد على عدم أنتاج موديل جديد والاستمرار في أنتاج موديل تي فقط, بدأت مبيعات سيارات فورد تخسر جزء من السوق لشركة جنرال موتورز حيث أصبح موديل تي من الموديلات القديمة, وعدم أقدامه على تطوير موديل تي بما يتماشى مع المحدثات بالسوق؛ وإصراره على عدم أجراء التعديلات الحديثة على السيارة؛ مثل النقل التقليدي لسرعات صندوق التروس (بدل من نقل الحركة الخص به), الفرامل الهيدروليكية (بدلاً من الميكانيكية), محركات 6, 8 أسطوانات (بدلاً من 4 أسطوانات لموديل تي), ولون السيارة حيث أن جميع سيارات موديل تي التي أنتجت كانت سوداء اللون. ومع إصرار هنري فورد بعدم تطوير أو إضافة أو تعديل للموديل تي قام تجمع لشركات السيارات بعمل شركة سميت بشركة جنرال موتورز بإنتاج العديد من الموديلات بألوان مختلفة تناسب تنوع الأذواق والاختيار للناس التي قامت بجذب القوة الشرائية من شركة فورد.

1024px-Henry_Ford_and_Barney_Oldfield_with_Old_999,_1902

وعندها هنري فورد برأي المحيطين, وأغلق شركات فورد لمدة خمسة أشهر, قام بعدها هنري فورد بتقديم السيارة موديل أيه (1927) Model A وكذلك محرك 8 أسطوانات ذو الشكل V. نجح موديل أيه نجاح متواضع عند نزله الأسواق. ولولا قيام الحرب العالمية الثانية وتحويل الشركة لإنتاج الطائرة بي- 24 والسيارة الجيب لكان محرك في 8 أسطوانات (v-8 Engine) المصنع في سنة 1932 هو أخر اختراعات هنري فورد.

عمل هنري فورد على أن يدير شركته بطريقته الخاصة تحت سيطرته الخاصة, فدخل في منازعات مع حاملي أسهم الشركة لرغبته في عمل توسع للشركة مستخدماً أرباح الشركة في تحقيق ذلك وكذلك تخفيض سعر السيارة لتصبح في متناول الجميع. وكذلك دخل في منازعات مع نقابة العمال حتى تكون له السيطرة الكاملة في إدارة الشركة والتي أدت إلى مواجهات بين الأمن الخاص بالمصنع والعمال.

بعد إضرابات عمال صناعة السيارات في ديترويت عام 1928, كلف هنري فورد مساعديه بالبحث عن أكثر الشعوب مناعة للتنظيم النقابي. فقامت شركة فورد بإحضار نحو 2000 عامل يمني للعمل في شركة فورد بمدينة ديربورن, بضواحي ديترويت.

tmg-article_main_wide_2x

توفي هنري فورد في ربيع سنة 1947 وكان عنده من العمر83 سنة تاركا ورائه ثروة تقدر بحوالي من 500 إلى 700 مليون دولار, وشركة سيارات عالمية, وسيارة في متناول الجميع, وأسطورة خالدة.

وتبلغ اجمالي ايردات فورد بسب موقع ويكيبيديا: US$208.5 billion.

من أقواله: “معظم الناس يضيعون وقت كبير وطاقة عالية في الدوران حول المشاكل بدلاً من محاولة حلها. المشاكل هي تحدي لقدراتك, فالمشكلة تظل مشكلة حتى تحل, والحل هو الجائزة للشخص الذي ساهم في حلها. بدلاً من تجنب المشاكل, يجب علينا أن نواجهها ونرحب بها ومن خلال التفكير الصحيح نجعلها تعود علينا بالنفع والمكسب”.

معلومات إضافية:

* عمل هنري فورد في مجال السلام وعمل لإيقاف الحرب العالمية الأولي في سنة 1915, ولكنه حول أنتاج شركته للإنتاج الحربي في كلتا الحربين.

* تقدم لانتخابات مجلس الشورى U.S. Senate في سنة 1918 ولم ينجح بفارق ضئيل.

* منع التدخين داخل مؤسساته معتبراً التدخين ضار بالصحة.

* قام ببناء مستشفى هنري فورد في ديترويت بتكلفة 7 مليون دولار.

* أصبح ناشر لمجلة ديربورن إيندبندنت The Dearborn Independent

* عرف عن هنري فورد بغضه وعدائه لليهود, وتضمنت مقالته بالمجلة وجه نظره تلك.

* قام ببناء مدارس في مجالات مختلفة لتوفير خبرة تعليمية باستخدام تقنية الفصل الدراسي الواحد, تقنية التدريس الحديث, والتعليم من خلال المشاركة.

* في 13 يناير سنة 1942 حصل هنري فورد على براءة اختراع لتصنيع سيارة ذات جسم من البلاستيك وزنها أقل 30% من السيارة المعدن.

* شارك هو وعائلته في عمل متحف فورد في جرينفيليد فيلدج ميتشيجان وفي عمل مؤسسة فورد للمساهمة في المنح الخاصة بالأبحاث والتعليم والتطوير.

Image of ask section link

اشترك بالقائمة البريدية

احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول


صور من المربع نت