المربع نت – منذ مئات الأعوام، كانت فريضة الحج على المسلمين من أصعب الرحلات التي يمكن أن يخوضها الإنسان في حياته نظراً لوجود فقر واضح في وسائل النقل حول العالم، ولكن الأمر يختلف كلياً اليوم مع التطور الهائل في مختلف الجوانب المتعلقة بوسائل المواصلات، فدعونا نسلط الضوء على ذلك.
خلال القرون الماضية وقبل تأسيس المملكة، كانت وسائل النقل الرئيسية في الحج هي بعض السفن والإبل التي كانت تجر بعضها العربات والسير على الأقدام، ولكن في أغلب الأحيان كان الحجاج يفضلون السير على الأقدام نظراً لعدم قدرة الأغلبية منهم على تكاليف السفر بالإبل في الصحاري، مما كان يضطرهم لمواجهة مشاق السيول والأمطار والعواصف والبرد القارس والجوع وقلة المياه.
بعد تأسيس المملكة يد الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله،كان سمو الملك يسعى جاهداً لجلب السيارات وتطوير وسائل النقل وتعبيد الطرق لربط مدن السعودية بعضها ببعض، ليساهم ذلك في إنجاح الخطط التنموية التي تساهم في جعل الحج أسهل على أكبر عدد ممكن من الناس، وهنا تم بدء استخدام السيارات لنقل الحجاج لتأدية مناسك الحج، وذلك بعد عام 1925.
في عام 1937 كانت المملكة قد اشترت 4 طائرات وبدأت نقل الحجاج جواً من مطاري جدة والمدينة المنورة، فيما بلغ حجم الأسطول الجوي في المملكة 23 طائرة في عام 1944 ليتم بعد ذلك افتتاح أول مطار رسمي بجدة في عام 1945، وتبع ذلك تأسيس “مصلحة الطيران المدني في عام 1948.
في الأربعينات، عملت المملكة على تشييد عدة طرق ممهدة تربط بين مكة المكرمة وجدة وبين مكة المكرمة وعرفات و بين مكة ومنى، بجانب سفلتة كافة الشوارع المؤدية إلى المشاعر المقدسة المختلفة لتسهيل وصول الحافلات والسيارات إليها.
وأما بعام 1949، فقد تم افتتاح الميناء البحري الحديث بجدة لتصله أول سفينة في 1950 مع مد طريق ممهد من الميناء إلى وسط مدينة جدة، مع الاستمرار بتطوير البنية التحتية لمختلف وسائل التنقل في المملكة حتى بلغ عدد الحجاج في 1953 حوالي 148,000 حاج، جاء منهر 118,000 بحراً و16,000 جواً و14,000 براً.
وبمرور الأعوام لاحقاً، تم الاعتماد بشكل كلي على الحافلات لنقل الحجاج أثناء تأدية المشاعر المختلفة، حيث تم تحديث هذه الحافلات بدرجة كبيرة وزيادة أعدادها بشكل هائل.
وللقضاء على الاختناقات المرورية تم إنشاء قطار المشاعر المخصص لنقل الحجاج عبر المختلف أماكن المناسك بمسار 18 كم وعلى ارتفاع 10 متر مع طاقة استيعابية 72,000 حاج لكل ساعة، بجانب زيادة مسارات الحافلات المستمر إلى يومنا هذا.
اشترك بالقائمة البريدية
احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول
اختر علامتك لمتابعة أخبارها وسياراتها