
المربع نت – إحدى أكبر الضحايا المحتملة للضرائب الجمركية التي قد يفرضها دونالد ترامب على المكسيك وكندا ستكون شركة السيارات اليابانية التي لا يمكنها تحمل هذا العبء الآن على الإطلاق: نيسان.
في حين أنه من غير الواضح ما إذا كان الرئيس الأميركي سيمضي قدمًا في فرض الضرائب الجمركية البالغة 25% بعد موافقته على تأجيلها لمدة 30 يومًا يوم الاثنين الماضي، فإن التداعيات ستكون كارثية على ثالث أكبر شركة سيارات في اليابان، والتي تعاني من صعوبات في إعادة هيكلة نفسها وكانت تجري محادثات للاندماج مع هوندا قبل انهيارها مؤخراً.
تُعد الولايات المتحدة السوق الأكبر من حيث مبيعات السيارات لكل من نيسان ومنافسيها الأكبر، تويوتا وهوندا. وتصنّع شركات السيارات اليابانية الثلاث بعضًا من أكثر طرازاتها شهرةً في الولايات المتحدة داخل كندا أو المكسيك. لذلك، يرى المحللون وخبراء الصناعة أن تأثير هذه التعريفات سيكون كبيرًا على جميع الشركات الثلاث.
الوصول السريع للمحتوى

نيسان في موضع حرج بشكل خاص مقارنة بالمنافسين بسبب تهديدات ترامب الجمركية
تويوتا وهوندا في وضع أفضل لتحمّل هذه التعريفات، سواء من الناحية المالية أو من حيث قدرتهما على رفع الأسعار وتمرير جزء من تكاليف الرسوم الجمركية إلى المستهلكين.
وقال جيمس هونغ، رئيس أبحاث التنقل في شركة ماكواري: “المشكلة تكمن في نيسان، التي بالكاد تحقق أرباحًا في قطاع السيارات.” العديد من الطرازات التي تصنعها نيسان في المكسيك للتصدير إلى الولايات المتحدة هي سيارات صغيرة الحجم مثل “سينترا” و”كيكس”، والتي تستهدف المستهلكين الحريصين على الأسعار، والذين لن يكونوا قادرين بسهولة على تحمّل الزيادات الكبيرة في الأسعار.

من طرفها صرحت نيسان في 22 يناير إنها لا تستطيع التكهن بأي تغييرات محتملة في السياسات وتأثيرها، لكنها أكدت أنها تركز على تقديم سيارات عالية الجودة وستتكيف حسب الحاجة.
ويقدّر هونغ أن نيسان ستواجه انهيارًا كاملًا في أرباحها التشغيلية ما لم تتخذ إجراءات استجابة لهذه التعريفات، مثل إعادة توجيه السيارات المصنوعة في المكسيك إلى أسواق أخرى مثل البرازيل، أو رفع الأسعار، أو خفض الإنتاج.
وتعتمد نيسان على المكسيك في حوالي 27% من مبيعاتها في الولايات المتحدة، مقارنة بـ 13% لهوندا و8% لتويوتا، وفقًا لتقديرات S&P Global Mobility.
أما شركة فولكس فاجن الألمانية، التي لها تاريخ طويل في المكسيك مثل نيسان، فتُعد من بين الشركات الأكثر تعرضًا لهذه التعريفات، حيث يُقدّر أن 43% من مبيعاتها في الولايات المتحدة تأتي من سيارات مُجمّعة في المكسيك، ولم تعلن الشركة الآن عن خططها للتعامل مع الأزمة، والتي تأتي في وقت حرج لها في ظل تدهور مبيعاتها وأرباحها في أوروبا والصين.
المكسيك قد تتحول من فرصة ذهبية لعبء جديد
بالنسبة لشركات السيارات اليابانية، فإن تحرك ترامب قد يحوّل المكسيك، التي كانت منذ فترة طويلة قاعدة إنتاج منخفضة التكلفة قريبة من السوق الأميركية، إلى عبء جديد.
بدأت نيسان تصنيع السيارات في المكسيك عام 1966، عندما افتتحت أول مصنع لها خارج اليابان، وتبعتها تويوتا وهوندا ومازدا لاحقًا. ولم تفتتح نيسان مصنعًا في الولايات المتحدة حتى عام 1983، عندما أنشأت منشأتها في “سمرنا”، بولاية تينيسي.

وقال مسؤول تنفيذي في إحدى شركات السيارات اليابانية، التي لم تكن نيسان، “بالنسبة للسيارات ذات الأسعار المعقولة، إذا تم إضافة التعريفة الجمركية بالكامل إلى السعر، فإن المستهلكين لن يرغبوا في الشراء. لذلك، على سبيل المثال، إذا تمت إضافة 10% إلى السعر، فسيتعين على الشركة تحمل باقي التكاليف.”
ونظرًا لأن الإنتاج في المكسيك لا يمكن إيقافه بسهولة، فإن أحد الخيارات البديلة سيكون تصدير السيارات المُصنّعة هناك إلى أسواق في أمريكا اللاتينية أو غيرها، وفقًا للمسؤول التنفيذي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع.
بالنسبة للشركات الكورية فهيونداي نفسها لن تتأثر بشكل حقيقي لعدم وجود أي مصنع لها في كندا أو المكسيك ولكن كيا تعتمد على مصنعها المكسيكي لتوريد موديلاتها داخل المكسيك والولايات المتحدة معاً، ما أدى لتدهور قيمة أسهمها في البورصة الكورية مؤخراً.
ماذا عن الشركات الأمريكية؟

وبينما ركزنا في المقال على شركات السيارات الآسيوية المتأثرة بضرائب ترامب المحتملة إلا أن الشركات الأمريكية تواجه تحديات معتبرة كذلك وعلى رأسهم ثلاثي ديترويت الشهير، فورد وجنرال موتورز وستيلانتس، والذين اعتمدوا على المكسيك بشكل كبير لتجميع شاحناتهم الخفيفة وسيارات الدفع الرباعي، وهي فئة السيارات الأكثر مبيعًا في الولايات المتحدة.
ولا يقتصر الأمر فقط على السيارات المصنعة في المكسيك وكندا، بل سيؤثر كذلك على السيارات المصنعة داخل الولايات المتحدة نفسها، لاعتماد الشركات على شبكة واسعة من قطع السيارات المستوردة من كندا والمكسيك لإكمال عمليات الإنتاج في المصانع الأمريكية، ما يعني تعرض السيارات المصنعة داخل أمريكا لزيادات ملحوظة كذلك في الأسعار إذا تم تنفيذ التعريفات الجمركية القاسية.
اقرأ أيضاً: نيسان تبحث عن شركاء جدد للتحالف بعد انهيار مفاوضات الاندماج مع هوندا





شاهد أيضاً:
اشترك بالقائمة البريدية
احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول