المربع نت – بدأت وزارة النقل في تنفيذ خطوط مشاة ببعض مناطق المملكة، بطريقة ثلاثية الأبعاد، والتي لم تلق أي قبول، ووجهت بنقد واسع. من جانبه، أوضح المتحدث الرسمي والمشرف العام على التسويق والاتصال المؤسسي في وزارة النقل، تركي الطعيمي، أن وزارة النقل تقوم بالعمل على بعض الأفكار والتجارب الناجحة عالميًا، التي تصب في تحقيق مبادرة رفع مستوى السلامة على الطرق، مشيرًا إلى أن الوزارة تقوم بتفعيل دور المهندسين الشباب في تنفيذ مشاريع الطرق بشكل أكبر، وإتاحة الفرصة لهم للإبداع في تحقيق الأهداف العريضة للوزارة. وأضاف المتحدث الرسمي لوزارة النقل، أن ما تم تناوله حول خطوط الدهان (3D) فإنها إحدى الأفكار التي يعمل عليها في عدد من مناطق المملكة كتجربة؛ لتنفيذ خطوط مشاة في بعض المواقع الحساسة، خاصة عند الإشارات المرورية والمدارس وغيرها.
وأكد الطعيمي، أن الوزارة تقوم بتجربتها في أضيق الحدود ضمن النطاقات العمرانية، التي تكون السرعات التصميمية فيها منخفضة جدا، موضحًا أن العلامات الأرضية مهمة جدًا في الوقت الحالي، والتي تختص بالعلامات التحذيرية، والسرعات، وعلامة ممنوع التجاوز. وحول خطورة هذه الخطوط المنفذة على قائدي المركبات، أوضح الطعيمي أن تنفيذ هذه الخطوط تم على الطرق ذات السرعة التصميمية التي لا تتجاوز (١٠٠ كلم /س)، كما تمت تجربتها وملاحظة حركة المرور عليها منذ عدة أيام، واتضح أنها عملية في التقاطعات والتجمعات السكنية والطرق المفردة، وذلك للحد من السرعة الزائدة لقائدي المركبات.
وشدد الطعيمي، على أن عيوب ومحاذير التنفيذ لخطوط المشاة ثلاثية الأبعاد تكمن في الطرق السريعة التي تزيد سرعتها على (١٠٠ كلم/س )؛ لاحتمال تسببها في انحراف المركبة عن مسار الطريق في حال قربه من الخطوط على سرعات عالية، موضحًا أنه ستتم مراجعة ومراقبة المواقع التي نفذت عليها الفكرة للتأكد من فاعليتها. وأشار المتحدث باسم وزارة النقل، إلى أن هذه المشاريع هي داعم ومحفز للشباب السعودي للابتكار والخروج عن الفكر التقليدي، والعمل على الإبداع في تنفيذ المشاريع المختلفة. من جهته، قال الفنان التشكيلي الدكتور علي مرزوق، إنه يعتقد بأن خطوط المشاة ثلاثية الأبعاد التي اعتمدتها وزارة المقل في بعض الطرق، خطيرة جدًا، فقد تتسبب في حوادث مرورية مؤلمة، مضيفا أن السائق عندما يراها قد يتوقف بصورة مفاجئة أو ينحرف عن مسار الطريق، اعتقادًا منه بأنه سوف يصطدم بأجسام بارزة عن مستوى الأرض، وهو ما قد يتسبب في وقوع حادث له أو لغيره من السيارات التي تتبعه.
وتابع مرزوق قائلا “لا أعلم ما الهدف من هذه الخطوط الإيهامية؟ وكان بإمكان الوزارة توعية المجتمع أو فرض غرامات مالية ومخالفات على كل من لا يحترم خطوط المشاة بالتعاون مع المرور”، وأضاف أن “خطوط المشاة معروفة عالميًا وقد وضعت للدلالة على المكان الذي يجب أن يعبر من خلاله المشاة، وأن تكون على هيئة شرائط لونية بيضاء أو صفراء توضع بشكل متواز وفق إيقاع رتيب، وعادة ما تنتهي هذه الشرائط الرأسية بخط أفقي يوضع عند بداياتها، دلالة على المكان الذي يجب أن لا تتجاوزه السيارات وأن تتوقف عنده حتى يعبر المشاة”.
وأوضح الفنان التشكيلي، أن وزارة النقل لها أن تغير في خطوط المشاة إذا أرادت، فيما يخص اللون أو الشكل، ولكن أن تلعب على متغير (الكتلة) من خلال الخداع البصري (OP Art) الذي يصور للرائي الأشكال على غير حقيقتها، فتكون الرؤية مضللة أو خادعة، فمن الممكن أن يسبب ذلك خطرًا كبيرًا على السائقين والمشاة على حد سواء. وأضاف مرزوق، أن فكرة خطوط المشاة ثلاثية الأبعاد نُفذت من قبل في الهند، فهي ليست جديدة كما تعتقد الوزارة أو يعتقد البعض، كما أن المصمم الكوري الجنوبي “لي هان يون” صمم جهازًا يسقط صورًا ثلاثية الأبعاد على هيئة جدار افتراضي أمام السيارات، كعلامة بضرورة توقفهم، لكنها تظل فكرة غير قابلة للتطبيق لخطورتها.
وقال الفنان التشكيلي، إن المضحك في الأمر أن وزارة النقل نبهت قائدي المركبات لأخذ الحيطة والحذر من هذه الخطوط الإيهامية، مما يزيد من حجم المشكلة بدلًا من القضاء عليها. وأوضح مرزوق، أن مفهوم الرسم ثلاثي الأبعاد (الإيهامي) بزاوية ٤٥ درجة أو بزاوية ٣٠ درجة، له أهمية خاصة في إعلانات الملاعب الرياضية التي توضع خارج المستطيل الأخضر، إذا أنها تظهر للجمهور (المستهدف) وكأنها قائمة، بينما تظهر للاعبين منبسطة على الأرض فيتجاوزها دون خوف.
اشترك بالقائمة البريدية
احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول