|
لندن: جوسلين إيليا
وخالية من وسائل الراحة. وعلى مستوى القيادة، لم تكن تقارن بالسيارات الكبيرة، حتى إن قيادة بعضها كان بصعوبة جر عربات الخيول، فالمقود قاس، وناقل السرعة يدوي، وآلية فتح وإغلاق الشبابيك يدوية أيضا.
بسبب هذه المواصفات المتواضعة، لم يكن خيار اقتناء سيارة صغيرة أكثر من قرار واقعي يفرض نفسه على ذوي الميزانيات المتواضعة.
ولكن، في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة وارتفاع أسعار البترول، جاءت سيارتا «بي إم دبليو ميني» و«فيات 500»، المصممة وفق الطراز القديم، لتقودا توجها جديدا لإنتاج سيارات صغيرة تتمتع بوسائل الرفاهية كافة، التي تتميز بها السيارات الكبيرة الفارهة، الأمر الذي كان شبه مستحيل قبل بضعة أعوام.
وبالفعل، شهد معرضا ديترويت وفرانكفورت للسيارات مؤخرا عرض مجموعة كبيرة من نماذج السيارات الصغيرة والميني، وسط إقبال متنام من المستهلكين الذين يتحاشون السيارات المسرفة في استهلاك الوقود، ويرغبون في الوقت نفسه في الحصول على وسائل الراحة التي تتمتع بها السيارات الكبيرة، من تكييف هواء، ونوافذ كهربائية، وجهاز استريو – مجسم الصوت – عالي الجودة، وأداء جيد.
وفيما توصلت تكنولوجيا التشغيل والإيقاف التلقائي وتجديد نظام المكابح وإنتاج جيل جديد من محركات البنزين والديزل، إلى تقليص نسبة استهلاك الوقود وانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، اشتدت المنافسة في قطاع تصنيع السيارات الصغيرة بمواصفات تقنية عالية. وبعد أن حققت «بي إم دبليو ميني» موقعا بارزا لها على خريطة السيارات الصغيرة الناجحة، من حيث الأداء والتصميم والمميزات التقنية العالية، برزت «فيات» الإيطالية كمنافس جدي لـ«بي إم دبليو» الألمانية من خلال تصميمها لطراز «500»، التي تعتبر أكثر طرازات «فيات» رواجا، والتي كان لها الفضل الأكبر في تحقيق الشركة لأفضل نتائج مادية منذ فترة طويلة.
إلا أن «فيات» ليست الشركة الوحيدة التي تسعى إلى منافسة «ميني»، إذ تنوي شركة «أودي» الألمانية طرح سيارة صغيرة فارهة هي «أودي إيه1»، قالت إنها ستكشف النقاب عنها في معرض جنيف في مارس (آذار) المقبل، لتنافس مثيلاتها من طراز «ميني كوبر».
ولا تبدو شركات السيارات الأخرى غافلة عن شعبية السيارة الصغيرة والفخمة في آن واحد، إذ تعتزم شركة «أستون مارتن» البريطانية إنتاج سيارة صغيرة فارهة تحمل اسم «سيجنت»، يشبه تصميمها سيارة «تويوتا آي كيو». كما كشفت «تويوتا» اليابانية النقاب في معرض ديترويت عن نموذج لسيارة صغيرة هجين من فئة «بريوس»، تحمل اسم «إف تي سي إتش»، تستهدف في المقام الأول السير داخل المدن.
أما «ستروين» الفرنسية، فقد عمدت إلى تحديث طراز «سي 3»، مستهدفة عملاءها الراغبين في الرفاهية، فجعلت هيكلها – الشاسيه – أكثر راحة، وزودتها بزجاج أمامي بانورامي يحتل جزءا من السقف يعطي الراكب شعورا بأنه جالس في سيارة أكبر بكثير منها، فضلا عما يوفره الزجاج من حماية ضد الشمس بتقليله من تسرب الحرارة إلى داخل السيارة.
ولم يكن التوجه نحو السيارات الصغيرة الحجم الهم الطاغي على شركات السيارات، فقد نافسه هاجس السيارات الصغيرة الكهربائية، فطرحت «فيات» نسخة تجريبية لسيارة كهربائية من طراز «فيات 500» في معرض ديترويت الدولي، وجاء تصميم السيارة شبيها بمثيلتها «ميني إي»، لكنها مزودة ببطارية موضوعة تحت أرضية السيارة، وليس في مؤخرة السيارة كما هو الحال مع «ميني».
وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، قال أندرو هامبرستون، الرئيس التنفيذي لشركة «فيات» في الممكلة المتحدة بأنه من المبكر التكلم عن سيارة «فيات 500 « الكهربائية، إذ أن الشركة لم تصنع سوى سيارة واحدة منها على طريقة «الكونسيبت». وقال إنها لا تزال تدرس الموضوع، ولم تتخذ بعد أي قرار بشأنها أو تقرر موعدا محددا لإنتاج هذا الطراز. وأضاف هامبرستون أن هناك إقبالا شديدا على شراء السيارات الصغيرة بمواصفات عالية، وهذا الأمر يعود إلى غلاء البترول والرغبة في المحافظة على البيئة وحجم السيارة بعينه. واللافت في تصميم السيارات الصغيرة هو الاستفادة من كل زاوية فيها لتوفير أكبر قدر من الراحة لسائقها أو مالكها.
وعن «فيات 500» و«500 سي»، يقول هامبرستون بأن هذا الطراز أثبت نجاحه العام الماضي، ويتوقع نجاحا مماثلا للطراز المكشوف، فطراز «500» هو نسخة عن التصميم القديم للسيارة أدخلت عليه تعديلات من شأنها اعتبار هذه السيارة الصغيرة في مصاف السيارات الفارهة. وعن المقارنة والمنافسة مع سيارات «بي إم دبليو ميني»، يقول هامبرستون إن لكل سيارة هويتها، فـ«ميني» سيارة عريقة وهذا الأمر ينطبق أيضا على «فيات»، فقد تختلف المقومات والمميزات، ولكن في نهاية المطاف هدف السيارتين هو نفسه: «تقديم سيارات عصرية صغيرة بمواصفات عالية وفارهة، وبأسعار مقبولة».
وكانت الشركة الإيطالية قد كشفت في معرض لندن للسيارات عام 2008 عن نسخة من «فيات 500» مزودة ببطارية ليثيوم متآين، بقدرة 22 كيلووات، يمكنها تسيير السيارة لمسافة 112 كيلومترا، بسرعة قصوى قدرها 100 كيلومتر في الساعة.
وطرحت «فيات» مؤخرا في الأسواق البريطانية، سيارة من طراز «500 لاونغ» مكشوفة، تعتبر منافسة مباشرة لسيارة «ميني وان» المكشوفة. واللافت هو أن «فيات» اختارت بريطانيا لتكون أول دولة تختبر الطراز الجديد المكشوف، وقد يكون السبب هو أن بريطانيا وعلى الرغم من شتائها الطويل ومناخها المتقلب، فإنها ثانية أهم سوق للسيارات المكشوفة في العالم، بعد ألمانيا.
والسيارة الجديدة تشبه إلى حد كبير النسخة الأصلية من «فيات 500»، وتم تصميم فتحة السقف بطريقة ذكية يمكن فتحها، ولو كانت السيارة في حركة على ألا تتعدى السرعة 37 كيلومترا في الساعة، وهي تعمل كهربائيا، ومن ناحية الأداء يمكن القول بأن «فيات» اهتمت بتحسين النوعية، ففي مقارنة ما بين «فيات لاونغ» و«ميني 1» المكشوفتين، كانت النتيجة قريبة جدا، ولو أن «ميني» المكشوفة لا تزال أكثر صلابة على الأرض أثناء قيادتها على الطرقات السريعة بالمقارنة بـ«فيات»، وبخاصة أن السيارة المكشوفة أخف وزنا من المسقوفة، وبالتالي في حاجة إلى أن تكون أكثر اتزانا على الأرض أثناء القيادة السريعة.
يشار إلى أن الشركة باعت 40 ألف سيارة من طراز «500» عام 2008، وتبدأ أسعارها من 10.700 جنيه إسترليني، فيما تبدأ أسعار «فيات لاونغ» 13.700 جنيه إسترليني. وبحسب ما ذكر لـ«الشرق الأوسط» توم جونستون، المدير التسويقي والإعلامي في شركة «فيات» في بريطانيا، فإن مقارنة «ميني» و«فيات» مهمة المتخصصين في الكتابة عن أداء السيارات، «ونحن نحترم رأي الجميع»، إلا أن «فيات 500» العادية والمكشوفة تتميز بأداء عال وبمواصفات تقنية كثيرة، والأهم أنها تتميز بأسعار مقبولة جدا، وقد يكون السعر مع النوعية هو الوصفة السحرية لنجاح هذا الطراز. من ناحية أخرى، تتوقع شركة «برايس ووتر هاوس كوبرز» العالمية للخدمات الاستشارية ازدياد الإقبال على السيارات الصغيرة الفارهة خلال السنوات المقبلة.
وفي سياق آخر، بدأت شركة «فيات» في بريطانيا حملة تهدف إلى تحسين نوعية الخدمة بين العملاء والشركاء وأصحاب صالات العرض، وسوف تتصل الشركة خلال العام الحالي بثلاثين ألفا من عملائها للاطلاع على رأيهم في نوعية التعامل مع التجار، وعن تقديرهم لمستوى الخدمة.
* اشتداد المنافسة بين السيارات الصغيرة الفخمة والمكشوفة
* «فيات 500 لاونغ» سعة المحرك: 1.4 لتر القوة : 0 إلى 62 ميلا/ساعة السرعة القصوى: 113 ميلا/ساعة النجاعة الاستهلاكية للوقود: 46.3 ميل/غرام الانبعاثات العادمية: 140 غراما/كيلومتر
* «ميني 1» مكشوفة
* سعة المحرك: 1.6 لتر القوة: 0 إلى 62 ميلا/ساعة السرعة القصوى: 112 ميلا/ساعة النجاعة الاستهلاكية للوقود: 49.6 ميل/غرام الانبعاثات العادمية: 133 غراما/كيلومتر
اشترك بالقائمة البريدية
احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول
اختر علامتك لمتابعة أخبارها وسياراتها