قصة تسمية مرسيدس ونجاحها على يد رجل فشل في دراسته

المربع نت – إميل يلينك، أول عملاء مرسيدس، أول مالك لفريق سباقها، عضو مجلس إدارتها، والأهم من ذلك: الرجل الذي قام باختيار اسم مرسيدس.

ولد يلينك عام 1853 في ألمانيا، حيث كان اعتياد المدرسة شرطا أساسيا لتحقيق النجاح الاجتماعي والتجاري، لكن تلك لم تكن قصة الطفل إميل الذي اعتاد تفويت الحصص الدراسية في طفولته ولم ينجح التعليم المنزلي في إغوائه.

اضطر والد يلينك أن يجد له وظيفة لدى إحدى شركات سكك الحديد، ثم دبلوماسياً للقنصل النمساوي المجري ثم قنصل طنجة بالمغرب.

بعد سنوات عمله بالدبلوماسية استطاع يلينك أن يكون نفسه كتاجر تبغ ورجل أعمال، حتى أنه انتقل للعيش في نيس الفرنسية.

عاشق للسيارات

أصبح يلينك مهووسا بالهندسة بعد انتقاله إلى فرنسا وشراءه أول سيارة له، دي ديون-بوتون ثلاثية العجلات، وجذب انتباهه دايملر للمحركات (DMG) لدرجة أنه سافر إلى مدينة شتوتغارت الألمانية في رحلة لزيارتها.

أثناء رحلته، قابل يلينك المؤسسين جوتليب دايملر وويلهلم مايباخ، واشترى أول سيارة دايملر Phoenix Double-Phaeton، بمحرك 6 حصان 2 سلندر وسرعة قصوى 25 كيلومتر بالساعة.

بمعرفته أن السيارات يمكن أن تكون أسرع، طلب يلينك من المؤسسين سيارة تبلغ سرعة 40 كيلومتر بالساعة، وهو ما استجاب له دايملر ومايباخ، ليقدما نسختين من Phoenix بمحرك 8 حصان، ولتكون أول سيارة تجارية بمحرك 4 سلندر.

أول تاجر سيارات

بعد اطلاعه على صناعة السيارات، أصبح يلينك أول تاجر سيارات حقيقي وبدأ يروج سيارات دايملر إلى أصدقائه ومعارفه الأغنياء، حتى أنه باع 6 سيارات عام 1898 وحده؛ الرقم الذي اعتُبر كبيرا آنذاك كان سبب منحه لقب “موزع دايملر الرئيسي”، وتنامت نجاحات يلينك مع بيعه 10 سيارات في العام التالي، ثم 29 سيارة في 1900.

وعلى إثر نجاحه وخبرته أصبح يلينك متعمقاً أكثر في عملية تصنيع السيارات، واقترح بعض الأفكار الهندسية على دايملر ومايباخ لتحسين منتجاتهم، ولعب دورا أساسيا في تطوير المحرك بشكل جديد لوضعه في سيارة خاصة.

مرسيدس

كانت أفضل طريقة لترويج أسماء الشركات في هذه الحقبة هو خوض سباقات السيارات، وهو ما كانت تفعله دايملر لكن دون نجاح يذكر.

قرر يلينك خوض سلسلة من السباقات في فرنسا بداية من 1899، وعندما حان وقت اختيار اسم الفريق، سماه مرسيدس على اسم ابنته من زوجته الأولى.

كان للاسم نغمة خاصة جعلته يعلق بالأذهان بسهولة

في 1990 وعد يلينك مايباخ بدفع أموال طائلة مقابل تطوير سيارة رياضية قادرة على الفوز بالسباقات، لتصنع دايملر سيارة بمحرك 35 حصان، اشترى يلينك 36 سيارة مقابل ما يعادل 3.7 مليون دولار بأسعار الصرف حالياً.

ولأنها فكرته، اقترح يلينك أن تُسمى السيارة باسم مرسيدس على اسم فريق السباق وابنته، وأصبح يلينك عضو مجلس إدارة والوكيل الحصري للعلامة الألمانية في فرنسا والنمسا والمجر وبلجيكا والولايات المتحدة.

هكذا أصبح إميل يلينك أحد أهم الشخصيات في تاريخ دايملر للمحركات (DMG) والتي نعرفها اليوم باسم مرسيدس.