كيف أبدعت الثقافة الأمريكية فن الترحال بالسيارات

المربع نت – من أكثر ما يميز ثقافة الولايات المتحدة الأمريكية هو حبها الشديد للترحال بالسيارات لمسافات طويلة، وهي ثقافة ناشئة من المساحات الشاسعة التي تحتويها الولايات المتحدة، محشية بالطرق السريعة والترابية والتي تغطي آلاف الأميال من محيط لمحيط، ما جعل فعلا فكرة الترحال بالسيارات جزءا أصيل من الروح الامريكية يميزها عن أي ثقافة أخرى.

وقد نشأ نظام الطرق السريعة بأمريكا للمرة الاولى في 1926، ليسمح بتوسع مهول في الطرق وتسهيل للمواصلات والتجارة، تحت ضغط كبير من شركات السيارات والنقل، قبل ان يقرر الرئيس أيزنهاور في في 1956 بتمديد آخر لنظام الطرق السرعة عبر حزمة صرف كبيرة على البنية التحتية الأمريكية، ما جعل الطرق الواصلة بين الولايات كمثال ممتدة لـ 47،856 ميل، ثاني أطول طرق في العالم عقب الصين.

مما يؤكد على الثقافة الأمريكية العاشقة للسيارات هو نظام الـ “درايف ثرو”، أو طلب الأكل من المطاعم عبر السيارات، وقد بدأت شركة ريد جاينت هامبورجر بتطبيق الأمر للمرة الاولى في اواخر الأربعينات قبل انتشاره بشدة في المطاعم الشهيرة بالولايات المتحدة كمكدونالدز وغيرهم، كما توجد الكثير من المطاعم المخصصة فقط لطلبيات السيارات العابرة، حيث لا تحتوي هذه المطاعم على أماكن للجلوس او ركن السيارة حتى.

حاليا، توجد حوالي 150,000 محطة بنزين بالولايات المتحدة، ولكن في وقت ما قديم، لم توجد غير محطة واخدة فقط، حيث أنشات شركة تكرير الخليج الامريكية أول محطة بنزين مخصصة لتزويد السيارات وتغيير إطاراتها وخلافه في عام 1913 في ولاية بنسلافينيا، وفي أول يوم للمحطة باعت 30 غالون من بنزين بسعر 27 سنت للغالون، ليقفز هذا الرقم بشدة في اني أسبوع للمحطة إلى 350 غالون.

ومن المعلومات غير المعروفة عن قرار أيزنهاور للطرق السريعة في عام 1956 هو قرار إنشاء أماكن راحة للمسافرين حي تم اعتبار الأمر ضروريا من ناحية السلامة لإراحة السائقين والسماح لهم بالتركيز لاحقا على قيادتهم بدون حوادث، ولكن تم ترك تفاصيل إنشاء أماكن الراحة لكل منطقة على حدة لتعرض مخزونها الثقافي المحلي الخاص بها.