لمحة عن تاريخ المركبات الهجينة الممتد لأكثر من مئة عام

المربع نت – بدأت السيارات الهجينة ان تكون شعبية في العقد الأخير من الزمان فقط بداية من حوالي عام 2007 حيث بدأ المشاهير حول العالم بشراءهم لإظهار انهم أشخاص يهتمون بالبيئة وتباعًا أصبحت حملة منتشرة في شتى انحاء العالم وحاليًّا إصدار نموذج هجين يعدّ قاعدة رئيسية لأي سيارة تصدرها عديدٌ من صانعات السيارات بالعالم.

تحاول عديد من صانعات السيارات ملء الفجوة الكبيرة المتمثلة في إهمال تكنولوجيا المركبات الهجينة لمدة تقرب من نصف قرن وينتظر عملاء صانعات السيارات حول العالم حدوث ثورة في هذا المجال, وأجل إن تاريخ المركبات الهجين بهذا الطول بل إن تاريخها يمتد لأكثر من مئة عام وأول مركبة هجينة قد تم إنتاجها على يد فرديناند بورش حيث أنّه في أوائل العشرينات من عمره مهندسا ميكانيكيا عبقريا وكانت إحدى أوائل المركبات التي صنعها مركبةٌ هجينة, ولكن قبل ذلك كان بورشه قد صمّم أول مركبة في العالم تعمل بنظام الدفع الأمامي لوهنير-بورش وقد كانت كهربية كليًّا وكذا أول مركبة ذات عجلات في العالم.

وفي معرض باريس الدولي سنة 1900 تم عرض المركبة ذات العجلات وقد صنعت آنذاك الوقت ضجيجا مدوّيٍ في جميع أنحاء العالم, وبعدها بحوالي سنة عاد الشاب العبقري بمركبة ثانية جديدة وهذه المرة تم تسميتها بـ لوهنير-بورش ميكست وقام بورش بإضافة محرك احتراق داخلي فيها لتوفير الطاقة للمحرك الكهربي وكذا دعم النظام ببطارية؛ بمعنى أصح كانت هذه المركبة هي الهجينة الأولى من نوعها بالعالم, وقد تم استخدم نظام بورش للدفع في أكثر من 300 مركبة بذلك الوقت.

في وقت مقارب من الوقت الذي أنتج فيه بورش أول مركبة هجينة بالعالم كانت هنالك شركة بلجيكية تسمى Pieper تعمل على إنتاج مركبة هجينة وقد نجحت في الأمر وأنتجت مركبة ذات قوة 3.5 حصان ينتج هذه القوة محرك بنزيني صغير موصول بمحرك كهربي وفيه يعمل المحرك الكهربي كمولّد طاقة, ولكن للأسف توفي صاحب الشركة بعدها بفترة قصيرة مما أوقف جميع المساعي في إنتاج المركبة الهجينة, ولكن أبحاث الشركة استخدمت من شركة بلجيكية أخرى تسمى أوتو-ميكست وقامت بإنتاج مركبات هجينة تجارية بين عام 1906 وحتى 1912.

وفي عام 1915 عندما كانت أوروبا مستهلكة بشدة بسبب الحرب العالمية الاولى لذا توقف تطوير المركبات هنالك لفترة؛ وقامت شركة أمريكية تسمى بـ Woods Motor Vehicle بإنتاج مركبة تحت اسم Dual Power تعمل بطاقة (بنزين/بطارية-هجينة) ومحركها البنزيني ذا احتراق داخلي مكون من 4 اسطوانات وكذا لديها محرك كهربي وصُنع منها أكثر من 600 وحدة حتى عام 1918, وقام هنري فورد أيضًا بصنع نموذج مركبة هجين أُسمي بـ Model T في عام 1908.

وفي الستينات من القرن الماضي قام دكاترة الهندسة الثلاث باروش بيرمان, جورج جيلب, نيال ريتشاردسون العاملين لدى شركة TRW Automotive صنعوا نظام صندوق تروس ومنصة مركبات هجينة كهربية-ميكانيكية وحتى الآن تستخدم تصاميمهم في المركبات الهجينة التي نراها اليوم.

أيضًا في نفس الزمان قامت جنرال موتورز بإنتاج مركبتها الهجينة GM 512 وكانت قوة دفعها خليطا من محرك بنزيني مكون من اسطوانتين وبطارية, دايملر-بنز كانت هي الأخرى تعمل على إنتاج حافلة هجينة بنظام ديزل-كهربي هي الأولى من نوعها بالعالم ونجحت بإنتاجها في عام 1969 وأسمتها بـ مرسيدس بنز OE 302.

وعندما قام العرب بحظر تصدير البترول للغرب في عام 1973 وارتفعت اسعار البنزين؛ تزايد الاهتمام باستخدام الحلول البديلة للوقود البترولي وزاد الاهتمام بالمركبات الهجينة فمثلاً فولكس فاجن كانت تختبر حافلة نقل تستخدم إعدادا هجينًا يسمح لها بتغيير مرن بين استخدام محرك الاحتراق الداخلي والمحرك الكهربي, واستمرت صانعات سيارات مثل مرسيدس بنز وجنرال موتورز وتويوتا بالمحاولة من تحسين تكنولوجا الهجين ولكن بدون التوصل إلى شيء ذا فائدة كبيرة وبالتالي عدم الوصول إلى نماذج إنتاج نهائية.

على كل وبما أنّ الأوروبيون يفضلون محركات الديزل وغالبية دول العالم تفضل المحركات البترولية فلم تكن السيارات الهجينة متواجدة سوى بين يدي بعض الأمريكان حتى وقت قريب, ولكن الآن جميع صانعات السيارات لديها نموذج هجين واحد على الأقل ومستمرون جميعًا نحو تحديث سياراتهم بنماذج هجينة.