المربع نت – تستمر لوسيد بتسجيل نتائج قوية لمبيعاتها هذا العام، مع ارتفاع الأسهم في البورصة الأمريكية بـ 5% تقريباً في بداية الأسبوع الجاري بعد الإعلان عن بيع 2394 سيارة كهربائية في الربع الثاني من 2024، متفوقة على توقعات السوق ببيع 1940 سيارة.
وتأتي أهمية الخبر في الوقت الذي تعاني فيه معظم شركات السيارات من تدهور مبيعات الموديلات الكهربائية، وعلى رأسهم تيسلا، والتي تدهورت مبيعاتها الأوروبية والأمريكية خلال الربع الثاني من العام مع فتور المستهلكين حيال فكرة السيارات الكهربائية.
الوصول السريع للمحتوى
كيف حققت لوسيد التحسن الكبير في المبيعات؟
أولاً لابد من توضيح أن سيارة لوسيد اير الكهربائية الفاخرة التي تقدمها العلامة حالياً هي بدون شك واحدة من أفضل سيارات السيدان المنافسة في فئتها، وقد حازت السيارة على إعجاب معظم النقاد بفضل داخليتها الراقية المريحة، واعتماديتها مقارنة بمعظم السيارات الكهربائية المنافسة، وأدائها، وتقييماتها الممتازة للسلامة.
وتتراوح قوة السيارة بين 430 حصان للفئة الأساسية المزودة بمحرك واحد، و1200 حصان لفئة إصدار الزفير الأعلى في المجال، ما يجعلها السيدان الأقوى في العالم وبهامش كبير عن أقرب المنافسين.
كما تحظى السيارة بمدى كهربائي أقصى يتجاوز 800 كيلومتر، لذا من الواضح أن كل أساسيات السيارة قوية وجاهزة لنجاح حقيقي في السوق، فما العائق هنا؟
الأسعار هي نقطة ضعف لوسيد
السبب الرئيسي الذي عطل انتشار سيارة لوسيد اير خلال العامين الماضيين هو سعرها المرتفع، والذي تجاوز حاجز الـ 80 ألف دولار للفئة الأساسية ووصل إلى ربع مليون دولار لإصدار الزفير.
ويعني ذلك أن السيارة كانت ولا تزال موجهة لفئة خاصة في السوق، ترغب في سيارات كهربائية فارهة ومريحة للتنقل، وهذه الفئة تظل نادرة نسبياً.
الحل المنطقي هنا هو التدخل بخصومات للأسعار لتحفيز الطلب وتشجيع قطاع أوسع من المستهلكين على شراء السيارة.. بالطبع ستؤثر هذه الخطوة على الهوامش الربحية للشركة، ولكنها ضرورية لتعزيز حضور العلامة في السوق.
تنشيط المبيعات بخصومات على الأسعار
وهو بالفعل ما قامت به لوسيد، إذ أعلنت في فبراير الماضي عن تخفيضات واسعة لأسعار فئات موديل اير الفاخر، ليبدأ الآن من حوالي 71,400 دولار في السوق الأمريكي، وهو رقم معقول نسبياً وساهم بشكل واضح في تحسن مبيعاتها خلال 2024.
الهدف الآن هو أن تصل المبيعات الإجمالية لسيارات لوسيد إلى حوالي 9000 سيارة هذا العام، وهو رقم ممكن جداً في ظل النتائج الأخيرة القوية للعلامة المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة السعودي.
مقارنة مبيعات لوسيد بأهم المنافسين
العلامة\الموديل | نسبة التغير في المبيعات | عدد السيارات التي تم بيعها |
لوسيد | نمو 70.5% في الربع الثاني من 2024 | 2394 سيارة في الربع الثاني |
تيسلا | تراجع 5% في الربع الثاني من 2024 | 443956 سيارة في الربع الثاني |
بورش تايكان | تراجع 51% في النصف الأول من 2024 | 8838 سيارة في النصف الأول من 2024 |
ريفيان | نمو 9% في الربع الثاني من 2024 | 13,790 سيارة في الربع الثاني |
كما ذكرنا في بداية المقال، هذه فترة عصيبة لسوق السيارات الكهربائية.. حيث تشهد معظم صانعات السيارات الكهربائية تباطؤاً ملحوظاً في الطلب على السيارات الكهربائية ولاسيّما في أوروبا والولايات المتحدة، لأسباب متعددة تشمل نفور المستهلكين من مشاكل المدى القصير، وطول فترات شحن البطاريات الكهربائية، وغلاء الأسعار.
وقد يزداد الطين بلة قريباً مع تزايد فرص فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفترة رئاسية جديدة، مع هجومه الشرس المستمر على السيارات الكهربائية، وتعهده بإلغاء كل إجراءات الدعم الحكومي لهذه السيارات.
في ظل هذه الظروف، أعلنت تيسلا مؤخراً عن تراجع مبيعاتها العالمية بـ 5% في الربع الثاني من 2024، وانهارت القيمة السوقية للشركة بـ 80 مليار دولار خلال يوم واحد بعد اعترافها بتباطؤ حاد في نمو المبيعات خلال 2024.
من أهم السيارات التي تمثل منافسة للوسيد اير في فئة السيدان الكهربائية الفاخرة هي بورش تايكان، والتي سجلت نتائج مقلقة جداً لبورش مع انخفاض مبيعاتها بـ 50% خلال النصف الأول من 2024، ولا مفاجأة إذن في أن بورش أعلنت بعدها سريعاً عن التراجع عن خططها الكهربائية الطموحة في ظل تباطؤ الطلب في السوق، وهي خطوة كررتها معظم الشركات السيارات الرئيسية مثل مرسيدس وفورد وجنرال موتورز وغيرهم.
علامة ريفيان كانت استثناءً هاماً هنا وشاركت لوسيد في طريق النمو والتوسع رغم ظروف السوق، لتسجل ريفيان مبيعات بـ 13,790 خلال الربع الثاني من 2024، وهي زيادة 9% عن مبيعات نفس الفترة في 2023.
لوسيد في بداية رحلة التوسع
لوسيد اير هي مجرد البداية لرحلة توسع العلامة في السوق، إذ تنوي لوسيد تدشين وإنتاج سيارة SUV فاخرة جديدة باسم “جرافيتي” لاحقاً هذا العام، بمنصة ومحركات وتقنيات مشتركة مع لوسيد اير، وتعقد لوسيد الآمال على هذه السيارة لتعزيز مبيعاتها في السوق الأمريكي المتيّم بسيارات الـ SUV.
كما لمحت لوسيد لخطط جادة لطرح سيارة كهربائية موجهة للسوق الشامل لمنافسة أمثال تيسلا موديل واي، بأسعار تقترب من حاجز الـ 50,000 دولار.. وهذه هي السيارة التي قد تسمح للوسيد بالانتشار العالمي بشكل حقيقي وتأسيس قاعدة جماهيرية لا بأس بها، سواء في الولايات المتحدة أو في الشرق الأوسط وغيرهما.
لتحقيق كل هذه الأهداف، لابد من تعزيز السعة الإنتاجية للشركة وبناء مصانع جديدة، وهو ما بدأت به لوسيد بالفعل مع افتتاح ثاني مصنع للعلامة في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في المملكة العربية السعودية، وسيتخصص المصنع في بناء سيارات اير سيدان وجرافيتي SUV الفاخرة لسوق الشرق الأوسط والأسواق القريبة من المنطقة.
دعم صندوق الاستثمارات العامة للوسيد
من أهم ما يميز لوسيد عن باقي شركات السيارات الكهربائية الصاعدة في السوق هو الدعم المالي المباشر من أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم، وهو صندوق الاستثمارات العامة السعودي.
بفضل الدعم السعودي، تمكنت لوسيد من ضخ استثمارات هائلة لتجهيز البنية التحتية اللازمة لتطوير واختبار وإنتاج موديلاتها الفاخرة، ويمتلك الصندوق السعودي الآن أكثر من 60% من قيمة لوسيد، وأعلنت لوسيد في شهر مايو الماضي عن جمع استثمارات جديدة بقيمة مليار دولار من شركة أيار التابعة لصندوق الاستثمارات العامة لتعزيز جهود البحث والتطوير.
الهدف من الاستثمارات السعودية هو تنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط والتركيز على حلول الطاقة البديلة والخضراء، ولا سيما في قطاع السيارات، وتمثل لوسيد جزءاً هاماً من استراتيجية المملكة لدعم الحلول البيئية المبتكرة للتنقل.
انتعاش في قيمة الأسهم
لأكثر من 11 شهر، عانت أسهم لوسيد من انخفاض حاد وصل إلى 70% في القيمة السوقية بالبورصة الأمريكية في ظل انسحاب الاستثمارات من السوق الكهربائي ومخاوف تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية الفاخرة.
ولكن على مدار الأسابيع الأربعة الماضية، بدأت أسهم لوسيد بالتعافي بقوة، بفضل تفوقها على توقعات المحللين في المبيعات الأمريكية، وبفضل الدعم المستمر من الصندوق السيادي السعودي.
وسجلت أسهم لوسيد ارتفاعاً بحوالي 18% على مدار شهر يوليو 2024 كما ترون في الرسم البياني المرفق، لتصل القيمة السوقية الإجمالية للعلامة إلى 7.4 مليار دولار.. وفي حالة تمكنت لوسيد من الاحتفاظ بزخم مبيعاتها القوية على مدار النصف الثاني من 2024، قد تتمكن الأسهم من استعادة جزء كبير من خسائرها وقد تعود القيمة السوقية مرة أخرى إلى نطاق الـ 10-15 مليار دولار على مدار الأشهر القادمة.
تحديث 2024/08/06
كشفت لوسيد عن بياناتها المالية الكاملة للربع الثاني من 2024.. وسجلت الإيرادات الإجمالية للشركة قفزة بـ 33% بشكل سنوي إلى 200.6 مليون دولار، مع تسجيل خسائر قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك بـ 647.6 مليون دولار، وهو انخفاض بـ 8.8% مقارنة بخسائر الربع الثاني من 2023.
وتجاوزت مبيعات لوسيد معدلات إنتاجها في الربع الثاني من 2024، بعد بيعها لـ 2394 سيارة، بينما أنتجت 2110 سيارة خلال نفس الفترة.
من أهم المعلومات في البيان المالي الجديد للوسيد هو الإعلان عن استثمارات إضافية بقيمة 1.5 مليار دولار من جهة تابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي.
وصرح المدير المالي المؤقت للوسيد، جاجان دينغرا، إن استثمارات الجهة التابعة لصندوق الاستثمارات العامة ستوفر سيولة كافية لإدارة عمليات الشركة حتى الربع الرابع من عام 2025.
وتأمل إدارة لوسيد بتحويل الخسائر الفصلية الحالية لأرباح مجزية بعد انطلاق جرافيتي SUV وتوسيع القاعدة الجماهيرية للعلامة خلال الأعوام الثلاثة القادمة.
اقرأ أيضاً: لوسيد اير تسحق دودج تشالنجر ديمون 170 بقوة 1025 حصان في اختبارات التسارع
شاهد أيضاً:
اشترك بالقائمة البريدية
احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول