إنضم لأكثر من 10M+ متابع

المربع نت-لطالما ارتبط اسم مازدا بمحرك الروتاري الفريد من نوعه، الذي يعتبر أحد الابتكارات الميكانيكية في صناعة السيارات. على الرغم من أن مازدا توقفت عن إنتاجه في عام 2012 بعد آخر طراز RX-8، ورغم التحديات التي واجهت المحرك، مثل مشاكل استهلاك الوقود والانبعاثات، إلا أن هناك أسبابًا تدعو إلى إحياء المحرك الروتاري في المستقبل.

“تقارير المربع” لماذا يستحق محرك الروتاري من مازدا العودة؟

تاريخ محرك الروتاري: بداية مع الألمان ووصول مازدا


قد يتفاجأ البعض بأن مازدا لم تكن أول من اخترع المحرك الروتاري، بل كان الألماني فيليكس وانكل هو من ابتكر هذا التصميم في عام 1934. في البداية، عمل وانكل مع شركة NSU الألمانية الي استحوذت عليها فولكس واجن عام 1969 على تطوير النموذج الأولي للمحرك، والذي اختلف كثيرًا عن النسخة التي استخدمتها مازدا لاحقًا.

وفي عام 1961، وقعت مازدا اتفاقية مع NSU لتطوير المحرك بشكل مستقل، وكان أول ظهور له في سيارة مازدا “كوزمو” الرياضية في عام 1967. ومنذ ذلك الحين، استمرت مازدا في تطوير المحرك وكان من أبرز معالمها حيث طُور ليصل إلى ذروته في سيارات RX-7 وRX-8 واليوم تعيد مازدا إحياء المحرك بشكل جديد مع MX-30، حيث يعمل الروتاري كمولد طاقة لدعم المحرك الكهربائي.

كيف يعمل محرك الروتاري؟


يعمل المحرك الروتاري بطريقة مختلفة تمامًا عن المحركات التقليدية بدلًا من استخدام المكابس لتحريك وضغط الهواء والوقود داخل الأسطوانات، يعتمد المحرك الروتاري على دوار مثلث الشكل يدور حول محور مركزي وكل زاوية من زوايا هذا الدوار تعمل كدورة احتراق مستقلة، مما يسمح بإجراء ثلاث دورات احتراق في كل مرة يدور فيها الدوار بشكل كامل، هذه الطريقة تزيد من كثافة الطاقة بالمقارنة مع المحركات التقليدية.

مزايا محرك الروتاري

  1. كثافة عالية للطاقة
    من أبرز مزايا المحرك الروتاري هو كفاءته في توليد الطاقة. مقارنة بمحرك احتراق داخلي تقليدي سعة 1.3 لتر، فإن محرك الروتاري يقدم طاقة أكبر بكثير. على سبيل المثال، محرك RX-8 الذي تبلغ سعته 1.3 لتر كان يقدم ما بين 190 و240 حصان، وهو ما يفوق أداء معظم المحركات التقليدية في نفس السعة.
  2. البساطة والوزن الخفيف
    المحرك الروتاري يحتوي على أجزاء متحركة أقل من المحركات التقليدية، وهو ما يجعله أخف وزنًا وأبسط في الصيانة. كما أن محرك الروتاري يستطيع الوصول إلى سرعات دوران عالية للغاية، مثل 9,000 دورة في الدقيقة في طراز RX-8، مما يعزز أداء السيارة بشكل عام.
  3. القدرة على استخدام وقود بديل
    يمكن لمحرك الروتاري أن يعمل بكفاءة مع أنواع وقود متعددة، بما في ذلك الإيثانول والغاز الطبيعي، ما يجعله خيار واعد في المستقبل في ظل التوجه العالمي نحو السيارات المستدامة. هذه الميزة تجعله خيار محتمل للاستخدام مع الوقود الهيدروجيني أو الوقود الاصطناعي في المستقبل.

التحديات التي تواجه محرك الروتاري


رغم هذه المزايا، لا يخلو المحرك الروتاري من العيوب.

  1. الكفاءة في استهلاك الوقود
    رغم أن المحرك الروتاري يولد طاقة كبيرة بالنسبة لحجمه مما يحد من هدر القوة للمحرك، إلا أنه يعاني من استهلاك مرتفع للوقود، نظرًا لشكل حجرة الاحتراق البيضاوي ووجود الاحتراق في جانب واحد من جانبي المحرك مما يجعل المحرك أقل كفاءة حراريًا. هذا يؤدي إلى خروج كميات كبيرة من الوقود غير المحترق، مما يؤدي إلى زيادة انبعاثات العوادم.
  2. الاستهلاك المفرط للزيت
    يعتمد المحرك الروتاري على حقن الزيت داخل غرف الاحتراق للحفاظ على جدران غرفة الاحتراق، هذا يعني أن المحرك يستهلك كميات أكبر من الزيت مقارنة بالمحركات التقليدية بمعدل لتر لكل 1000 كم، وفي حالة عدم الاهتمام بالتزيت قد تفقد المحرك كليًا.
  3. تكاليف الصيانة العالية
    رغم أن المحرك الروتاري يتكون من أجزاء قليلة مقارنة بالمحركات التقليدية، إلا أنه يمكن أن يكون مكلفًا في حال حدوث أعطال. عند فقدان الضغط في غرفة الاحتراق، يجب تفكيك المحرك وإعادة تجميعه، وهو ما يتطلب تكلفة إصلاح مرتفعة.

إرث السباقات: فوز تاريخي في لومان

المحرك2.6 لتر
القوة700 حصان
العزم608 نيوتن متر
السرعة القصوى338 كم/س

إذا كانت هناك مناسبة واحدة تُثبت مدى روعة محرك الروتاري، فهي فوز سيارة مازدا 787b بمحرك الR26B  في سباق “لومان 24 ساعة” عام 1991. مع محرك بقوة 700 حصان، فازت السيارة بالسباق في ظل منافسة شرسة من سيارات مثل جاكوار و بورشه، رغم ذلك، تقاعد المحرك الروتاري اغلب عن السباقات بعد هذا الفوز، إلا أن عشاق السيارات ما زالوا يتذكرون تلك اللحظة التاريخية.



هل هناك فرصة لعودة محرك الروتاري؟


في مقابلة حديثه مع صحيفة Automotive News، أوضح الرئيس التنفيذي لمازدا، ماسهيرو مورو، أن تطوير محرك روتاري يلبي المعايير البيئية الصارمة في الولايات المتحدة يمثل تحديًا كبيرًا وصرح ماسهيرو مورو:

“قمنا باختبار محرك أحادي الاقراص والخطوة التالية هي الانتقال إلى اختبار محرك مزدوج الاقراص نحن بحاجة لتوليد المزيد من الكهرباء لتلبية متطلبات السوق الأمريكية.”

يشير هذا التصريح إلى أن المحرك سيكون مخصص لتوليد الكهرباء وليس لتشغيل العجلات مباشرة مثل MX-30، مما يجعل السيارة تعمل فعليًا كسيارة كهربائية، كما سبق وأعلنت مازدا انها تعمل على تصميم محرك روتاري على سيارة Iconic SP الاختباية، ولم يكن المحرك متصل ميكانيكيًا بالعجلات ايضًا، بل عمل كمولد كهربائي لشحن البطاريات التي تغذي المحرك الكهربائي ويبدو ان عودة محرك الروتاري في MX-30 ليست إلا البداية وتخطط مازدا لاستخدامه في موديلات أخرى.

بالرغم من التحديات، فإن محرك الروتاري يمتلك ميزات عديدة تجعل العودة إلى استخدامه فكرة مثيرة. مع التطورات في تقنيات الوقود البديل مثل الهيدروجين والوقود الاصطناعي، قد يتمكن المحرك من تجاوز عيوبه القديمة. إذا قررت مازدا إعادة إحياء المحرك، فسيكون ذلك خطوة مهمة نحو إضافة لمسة من التميز إلى أسواق السيارات الحديثة، وقد يفتح الباب أمام جيل جديد من السيارات الرياضية المبتكرة.

اقرأ أيضا:مازدا SP الاختبارية تنكشف رسمياً بتصميم جذاب ومحرك روتاري بقوة إجمالية 365 حصان

"تقارير المربع" لماذا يستحق محرك الروتاري من مازدا العودة؟ 15

شاهد أيضاً:

Image of ask section link

اشترك بالقائمة البريدية

احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول


صور من المربع نت