وزوائد على كامل السيارة من الخارج, ارتفعت فاتورة التكلفة التي قد يدفعها الشاب الواحد سنويا إلى ما يتجاوز الـ 40 ألف ريال. وأمام هذا الهوس خضع الشباب لنوع من الاستغلال من محلات الزينة حيث قام أصحابها برفع الأسعار إلى أرقام خيالية تجاوزت نسبتها الـ40 بالمائة لجني أكبر قدر ممكن من الأرباح.
يقول علي عبد القادر عامل في أحد محال زينة السيارات شرق العاصمة:” إن فترة الصيف والأعياد تعتبر بالنسبة لنا موسما كبيرا للربح، بسبب لجوء الشباب إلى تعديل سياراتهم حسب رؤيتهم الخاصة، حيث تتنوع طلبات الشباب في تعديل أو تجميل سياراتهم، فمنهم من يكتفي بتظليل زجاج السيارة فقط، ومنهم من يقوم بتركيب جنوط الإطارات سيارته أو استبدال جنوط السيارة التي وضعتها الوكالة بأخرى تختلف اختلافا كليا عنها، وفئة أخرى تقوم بتحويل مراتب السيارة القماشية إلى مراتب جلدية، أو تلبيس أرضية السيارة ببلاستيك يحميها من الأوساخ وغيرها من الكماليات التي يحرص الشباب على اقتنائها ما بين معطر رائحة للسيارة أو لصقات تحمل عبارات مختلفة أو شعارات أندية محلية وعالمية”. وعن أسعار هذه الإكسسوارات قال: ”يراوح سعر تظليل السيارة بالكامل باستثناء الزجاج الأمامي بين 30 و60 ريالا فيما تختلف أسعار جنوط السيارة بحسب الشكل الذي يرغب فيه المستهلك، لكنها عادة ما تبدأ من الألف ريال وتقف عند الـ 20 ألف ريال”. وأضاف: يبلغ سعر استبدال مقاعد السيارة من قماش إلى جلد قرابة الـ300 ريال فيما لا يتجاوز سعر تغطية أرضية السيارة الـ120 ريالا، في الوقت الذي تختلف فيه أسعار الكماليات باختلاف نوعها حيث تبلغ أسعار الروائح العطرية خمسة إلى 20 ريالا أما الشعارات فعادة لا تتجاوز عشرة ريالات. ويذكر أبو أيوب مشرف أحد المراكز المتخصصة في زينة السيارات وتركيب الإكسسوارات شمال الرياض أن اقتناء بعض المواطنين سيارات جديدة لهم ولأبنائهم في الصيف سبب رئيسي في انتعاش مبيعاتنا بعد الركود الذي سبق فترة الإجازة، مشيراً إلى أن نسبة المبيعات ترفع عن الأيام العادية 80 في المائة عن بقية أيام السنة.
ويرى متعب المطوع أحد الشباب الجامعيين الذين يحرصون على تزيين سيارته أن ذلك يعد متطلبا ضروريا وقال: ”تزيين السيارة أصبح يمثل جزءا كبيرا من شخصيتي أمام زملائي ومن أقابلهم في الشارع”. وأضاف: أقوم وبشكل شهري بغسيل السيارة ومن ثم المرور على محال الزينة ومشاهدة آخر ما وصل إليهم في مجال تزيين السيارة ومن ثم أقوم باقتنائه في حال إعجابي بهذا المنتج، وصلاحيته لسيارتي، التي تستهلك مني قرابة الـ250 ريالا شهرياً. ويشاركه الرأي فلاح السهلي طالب في المرحلة الثانوية. يذكر أن التجديد في سيارته من هواياته المحببة، وأن كل ما توافر لديه من مبالغ مالية قام بدفعه في سبيل تزيين مظهر سيارته، مبيناً أنه لا يضع ميزانية محددة لسيارته، وأنه في أحد الأيام دفع ما يقارب 1500 ريال في وضع لمسات لسيارته. في الوقت الذي عارض راكان اليافعي هذا الرأي وقال:”أعتقد أن تعديل السيارة ليس فيه مصلحة، بل أعتبره هدراً للمال وإضاعة للوقت”. وأضاف: الوكالة أحسنت صنع السيارة فلماذا أقوم بإضافة أشياء أرى أنها تشوه من جمالها. ويرى عدد من المختصين في علم النفس أن ميل الشباب إلى تزيين وتغيير في سياراتهم تعود نتيجة عدة مسببات أهمها: عيش بعض الشباب في حالة ترف اجتماعي، وامتلاكه المال الكافي لشراء المستلزمات التي تمكنه من تعديل سيارته، إضافة إلى رغبة الشاب في التباهي أمام أقرانه ولفت انتباه شريحة معينة من أفراد المجتمع، مشيرين إلى أن أوقات الفراغ تسهم في الوقت ذاته في اهتمام الشباب بسياراتهم، حيث يشغل تفكيرهم عما ينفعهم فيتجهون إلى ما لا طائل منه.
اشترك بالقائمة البريدية
احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول
اختر علامتك لمتابعة أخبارها وسياراتها