المربع نت – عقدت شركة “نيسان موتورز” المحدودة مؤخراً مؤتمراً صحافياً في مقرّها العالمي في يوكوهاما للترحيب برئيسها التنفيذي الجديد ماكوتو أوشيدا.
وقال أوشيدا خلال المؤتمر: “يعتبر النموّ من خلال المنتجات والتكنولوجيات الجديدة وتقنية التنقل الذكي من نيسان هو الركن الأهم للشركة. إنه في الواقع ركيزة مستقبلنا وسأسعى لجعل “نيسان” شركة تحدد توجّهات مستقبل التنقّل وسأواصل تحويل هذا المستقبل إلى واقع ملموس بحيث يشعر موظفونا بالفخر لعملهم لدى نيسان.”
وتولّى أوشيدا عدداً من المناصب في نيسان والتحالف خلال مسيرته. فبعد بدئه بالعمل لدى نيسان عام 2003، أوكلت إليه مسؤوليات متعددة في التحالف حيث عمل مديراً لشركة Renault-Nissan Purchasing Organization عام 2006 ونائب رئيس Alliance Purchasing من عام 2016 إلى 2018. وسعى أوشيدا خلال مسيرته إلى توطيد العلاقات مع شركاء التحالف.
وقاد أوشيدا مؤخراً أعمال نيسان في الصين حيث تولى منصب نائب الرئيس الأول لنيسان ورئيس لجنة إدارة الصين ورئيس شركة دونغفنغ موتور المحدودة، المشروع المشترك بين نيسان ومجموعة دونغفنغ موتور في الصين، ووسّع خلال هذه الفترة حضور نيسان في السوق الصينيّ.
يحمل ماكوتو أوشيدا شهادة من جامعة دوشيشا في اليابان وهو يتحدث الإنجليزية واليابانية.
كلمة ماكوتو أوشيدا، الرئيس التنفيذي لشركة “نيسان موتورز” المحدودة
سيداتي سادتي، طاب يومكم جميعاً. أشكركم على انضمامكم إلينا اليوم. اسمي ماكوتو أوشيدا، وأنا الرئيس التنفيذي لشركة “نيسان” اعتباراً من يوم أمس.
اسمحوا لي بدايةً أن أعبّر عن أسفي الشديد إن كانت تنتابكم أيّ مخاوف ناتجة عن أحداث العام الماضي. فنحن حريصون على التعامل معها بجديّة تامة.
حين انضممت إلى نيسان عام 2003، كانت الشركة تحتفل بالذكرى السبعين على تأسيسها وكانت قد مرّت على خوضي سوق العمل عشرة أعوام. بالنسبة إليّ، كانت نيسان شركة ممتازة ومساهمة كبرى في الاقتصاد الياباني. فقد شعرت بأنّ ديناميكيتنا وتوسّع أعمالنا عالمياً بدعم من التحالف مع رينو جعلا منا شركة يابانية من نوع جديد.
لقد استفدنا من نقاط القوة التي تكتسبها الشركات اليابانية ومن القيمة العالمية للتحالف ولمست إمكانيات تنمية هائلة. جذبتني نيسان لهذه الأسباب.
كان منصبي الأول في نيسان ضمن شركة رينو-نيسان Purchasing Organization. وقد شملت خبرتي الإيجابيات كلها التي ذكرتها منذ قليل. كما لفتتني قدرات العاملين في نيسان وسهولة تقبّلهم التنوّع ومدى إيمانهم بالأهداف الكبرى وسعيهم إلى تحقيقها.
لقد شهدت نيسان منذ بداية الألفية نمواً ثابتاً وساهم التحالف في هذا النموّ إلى حد كبير. فقد قمنا معاً بشراء قطع ومواد واستخدمنا منصات مشتركة وأنظمة نقل وقطع غيار وتشاركنا الموارد البشرية. وليست هذه سوى أمثلة بسيطة عن المجالات الكثيرة التي حققنا فيها إنجازات.
لكن المشاكل الأخيرة المتعلقة بالتدقيقات المالية في اليابان وسوء تصرّف بعض التنفيذيين كشفا عن مشاكل إدارية وتشغيلية خطيرة وضعف في إدارة الشركة. ولم يلحق هذا الأمر ضرراً بسمعتنا فحسب من خلال محاولة تحقيق أهداف طموحة مبالغ بها بل أدى إلى تراجع أدائنا بسرعة.
فكيف انتهى المطاف بمواجهتنا هذه المشاكل كلها رغم النموّ والتطوّر الذي حققناهما؟
برأيي لطالما سعت نيسان إلى التميّز التكنولوجي واعتنقت آراء متنوعة بدون الإفراط في التقيّد بمجموعة محددة من القيم. لقد طرحنا منتجات وتقنيات رائدة متعددة وحققنا إنجازات إدارية مع التحالف من أجل التنافس العالمي وتخطينا المصاعب المالية في التسعينيات ووضعنا الشركة من جديد على مسار النموّ. وبالتالي، يصعب عليّ التصديق بأنّ مبادئ الإدارة والأعمال التي التزمنا بها قد انحرفت عن مسارها.
لكنني واثق أيضاً من أنّ مشاكل ثقافة الشركة برزت في صميم عملياتنا وكانت المشكلة الأكبر بنظري تلك الثقافة التي لم يجد فيها الأفراد خياراً سوى الوعد بتحقيق ما لا يمكن تحقيقه خلال مرحلة وضع الأهداف. وقد قاد هذا الأمر الموظفين إلى تجنّب أخذ المبادرات والعمل معاً وحلّ المشاكل. ومن أجل تحقيق أهداف النموّ المفرطة الطموح، سعى الأفراد إلى نيل مكاسب قصيرة الأمد، ما انعكس سلباً على الاستثمارات في التقنيات والمنتجات الجديدة والمرافق والأشخاص الذين يشكّلون جزءاً رئيسياً من نجاحنا المستقبليّ. ففي مجال المبيعات مثلاً، تمّ استخدام تحفيزات مفرطة لتحقيق نموّ قصير الأمد أدّى في النهاية إلى إضعاف علامتنا التجارية والحدّ من ربحيّتها.
ولا بدّ لي هنا من التشديد في ظلّ الإدارة الجديدة على أنني سأعمل أنا ومدير العمليات أشواني غوبتا ونائبه جون سيكي عن كثب مع فريق الإدارة العليا الأوسع من أجل تسيير الأعمال بفعالية.
ألتزم شخصياً بثلاثة مفاهيم في عملي هي الاحترام والشفافية والثقة. ولطالما أدركت أهمية هذه المفاهيم الثلاثة أثناء عملي مع زملائي في رينو وشركائي في عمليات الشراء وحين قدت مؤخراً مشروعنا الصيني المشترك.
أنا أثق بفريقي وسأمكّن طاقمنا من بناء فريق واحد يتيح للمدراء التنفيذيين والموظفين تحديد الاتجاه الذي تسلكه الشركة والحفاظ على شفافية العمليات. في هذا الإطار، أعتزم إحلال ثقافة في الشركة نصغي فيها إلى العملاء والموزعين والمزودين والمساهمين في مؤسستنا وخارجها. ثقافة يتمّ الترحيب فيها بمختلف الآراء. ولتصبح هذه الثقافة واقعاً ملموساً في الشركة بكاملها، عدّلنا طريقة نيسان التي تدير عملنا وسأحرص شخصياً على اعتناق كامل المؤسسة هذه التغييرات.
كما ذكرت سابقاً، أنا مؤمن بإمكانيات موظفي نيسان ومواضع قوّتهم ولا شك أننا بحاجة إلى اعتماد نهج شامل في أعمالنا والتكيّف مع التغيرات المجتمعية التي ستنتج عن التكنولوجيات المبتكرة في مجال الاتصال والقيادة الذاتية والتقنيات الكهربائية والمتشاركة. ويجدر بنا في الوقت ذاته إدراك مكانتنا اليوم والتفكير في طريقة العمل المناسبة التي يجب أن نعتمدها وتحديد الأهداف الملائمة. علينا أن نحدد أهدافاً حافلة بالتحديات وإنما قابلة للتحقيق والفهم.
قدّمت لكم إلى الآن لمحة عن التغييرات التي يتعين على الشركة إجراؤها وعلينا في الوقت ذاته أن نواجه التحديات الملحّة التي تتمثّل باستعادة الثقة وتعزيز أداء الشركة.
لقد وضعت الإدارة العليا السابقة خلال العام الماضي أسس إعادة الثقة وتحسين الأداء وتقوم إحدى مهامي على تدعيم هذه الأسس.
لقد اعتمدت نيسان في يونيو لجنة ثلاثية مؤلفة من لجنة التدقيق والترشيح والتعويضات. وستواصل الإدارة كالعادة تحمّل مسؤولية العمليات فيما نطلب من مجلس الإدارة أن يراقب عن كثب التنفيذ السليم للأعمال. وبصفتي رئيساً تنفيذياً، سأحرص على احترام هذا المبدأ التشغيلي فيما أقود أعمال الشركة.
نحن نسعى إلى إجراء تحوّل في الأعمال يرتكز على ثلاث دعائم: إعادة بناء قوّة عملياتنا في الولايات المتحدة وتحسين فعالية العمليات والاستثمارات وتعزيز النموّ الثابت من خلال طرح المنتجات والتقنيات الجديدة وتكنولوجيا التنقل الذكي من نيسان. وكما قلنا في اجتماع النصف الأول من العام، نحن نحرز تقدماً في مبادراتنا في الولايات المتحدة وفي تحسين فعالية عملياتنا واستثماراتنا.
يعتقد البعض أنّ هذه الخطة تقتصر على تحسين الفعالية وإعادة الهيكلة لكنّ أهمّ دعائم التحول في الأعمال هو النموّ من خلال طرح المنتجات والتقنيات الجديدة وتكنولوجيا التنقل الذكي من نيسان. إنه في الواقع ركيزة مستقبلنا. ولا بدّ لنا من تحسين تنظيمنا فيما نطوّر نماذج جديدة ونواصل طرح منتجات تجذب العملاء وتحملهم على شرائها في الوقت الملائم وبالسعر المناسب.
إنّ التركيز على العميل سيكون محور كل ما نفعله ولا مساومة في هذا المجال. وقد بدأنا بالعمل على تركيبة تخطيطية جديدة من أجل تعزيز جهوزيتنا للتغييرات المستقبلية، وسأقود مباشرةً هذه المبادرة.
في هذا الإطار، يعدّ التحالف أساسياً في تعافي أدائنا ونموّنا الثابت في المستقبل. فقد عمل شركاء التحالف معاً وبالتساوي على مرّ عشرين سنة لم يبدوا خلالها إلا الاحترام المتبادل والسعي المتواصل إلى التعاون من أجل حصد الفوائد المشتركة. وقد حققت نيسان نمواً على مدى السنين الماضية بفضل هذا التحالف. وأنوي شخصياً بالارتكاز على هذه المبادئ ذاتها أن أواصل جهود تحالفنا وأحافظ في آن على استقلالية نيسان.
ترون خلفي سيارة Fairlady 240Z التي شكّلت وقتئذٍ إنجازاً في فئة السيارات الرياضية. فبعد خمسين عاماً، تقدم نيسان إنجازاً آخر من خلال نوع جديد من السيارات، هو سيارة أريا الاختبارية التي تشكّل مثالاً عن التنقّل المستقبلي الذي يتعدّى الفئات الحالية مثل السيارات الكهربائية والسيارات الرياضية متعددة الاستخدامات.
وبهدف مواصلة توفير منتجات قيّمة وجديدة للعملاء، نتحدى أنفسنا ونحقق إنجازات. في هذا الإطار، تنطلق نيسان من دعامة متينة أرساها كثر سبقونا وهي قائمة على الطابع الياباني والتحالف الذي يساعدنا على التنافس على صعيد العالم. وستستمر نيسان في استخدام هذه المزايا واستباق التغييرات في بيئة الأعمال وخوض التحديات.
أريد أن أجعل من نيسان شركة تمنح عملاءها قيمة لا يمنحهم إياها سوانا لأننا سبّاقون ورواد. أريد أن أجعل من نيسان شركة تحدد التوجهات المستقبلية في مجال التنقّل ولا تكفّ عن السعي إلى تحويل هذا المستقبل إلى واقع ملموس.
أريد أن يفتخر موظفونا بعملهم لدى نيسان. وإذا استطعنا فعل هذا، سنستعيد ثقة عملائنا. باختصار، تقوم مهمتي على الاستفادة من إمكانيات موظفي نيسان مجتمعةً لدفع الشركة إلى الأمام.
وآمل أن تواصلوا دعمنا فيما نخوض معاً هذه الرحلة.
اشترك بالقائمة البريدية
احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول