إنضم لأكثر من 10M+ متابع
“مقال كاتب“ انتحاريون.. في شوارع الكويت!

المربع نت – نشرت صحيفة “الاتحاد“ مقالا للكاتب “خليل علي حيدر“, تناول فيه المشاكل المرورية بدولة الكويت, بحيث أفاد أن كل من يزور الكويت تلفت نظره السرعة الجنونية التي يقود بها البعض سيارته وبخاصة الشباب. سرعة رهيبة رغم الزحام وانسداد الطرق، ولكن ما أن يرى أحد هؤلاء أي متنفس لـ«الإقلاع» حتى يطير! هذه السرعة بالطبع تهدد حياة السائق وحياة كل من في الشارع من مشاة وأصحاب سيارات! وبعض الشباب من عشاق هذه المغامرة الخطرة يكتب الشهادتين على الزجاج الخلفي من سيارته، فكأنه يستعد للمصير المحتوم. وآخرون يضعون ملصقات من كل لون.

أخطر السيارات على طرقات الكويت السريعة المزدحمة عادة بالسيارات، هي «الوانيتات» الأميركية الفائقة القوة والسرعة، والتي يتلاعب سائقوها بارتفاع قمرتها عن الأرض بنحو متر.. فلا تكاد ترى السائق.

وهناك الشباب الذين يتحدى بعضهم بعضاً في التسابق والتحدي، وينطلقون بين بقية السيارات كالشهب والنيازك، ويخترقون الصفوف يمنة ويسرة.

وتشهد الساعة أو النصف ساعة قبل أذان الإفطار في رمضان نوعية ثالثة من السيارات المندفعة بأقصى سرعة لإدراك «التجمع العائلي» في الشهر المبارك.. وقد يلاقون حتفهم دون ذلك!

شوارع الكويت والأرصفة ولوحات الإعلان الإلكترونية تزخر بالنصح والإنذار والتحذير من عواقب السرعة، والمستشفيات تزدحم، وبخاصة أقسام الجراحة والعظام، بضحايا السرعة من اصطدامات وانقلابات وانهماك في أجهزة المحمول وإرسال «المسجات» وغير ذلك. ولكن لا يبدو أن كثيرين يتعظون.

القوانين كثيرة، ولكن تطبيقها ليس بالسهل كقانون منع استخدام التلفون النقال أثناء القيادة. والمخالفات تؤخذ من مُلّاك السيارات لدى تجديد الإجازة أو دفتر الملكية، ولكن الحكومة لا تستطيع مضاعفة المخالفات أو اللجوء لعقوبات استثنائية كما في دول أخرى.. بسبب قيود تشريعية ودستورية!

شوارع الكويت تعاني أمرين يبدوان متناقضين هما السرعة والازدحام! الشوارع السريعة والدائرية حول المدينة لا تكاد تخلو ليلاً ونهاراً إلا عندما تبدأ بعض الإجازات، حيث يسافر كثيرون إلى الدول الخليجية جواً وبراً. والسيارات الكويتية تتجنب عادة معاكسة قوانين المرور في مثل هذه الدول، فبعضها تطبق قوانين صارمة لا يفلت منها قريب أو بعيد!

وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون المرور اللواء عبدالله المهنا تحدث مؤخراً حول ظاهرة السرعة والرعونة في الشوارع وقال: «أنا أرى أن الشخص الذي يقود السيارة بسرعة تفوق المعدل لا يتحكم بالسيارة. نجد أشخاصاً يقودون سيارات بهذه السرعات الجنونية، مشغولين بالتحدث عبر الهاتف النقال أو كتابة رسائل عبر الواتساب، أو حتى يطالعون مقاطع فيديو. نحن كجهاز أمن نطبق العقوبات بدقة متناهية ونقوم بحجز السيارات لمدة تصل إلى شهرين وقد تتزايد المدة في حالة وجود سوابق». (الأنباء، 01-05-2016).

السرعة والتهور في القيادة شكوى لمواطني دول خليجية أخرى! الكاتب السعودي «منصور الزغيبي» كتب مقالاً في «الحياة» بعنوان «إرهاب السيارات»، في 16-05-2016، يقول فيه: «أصبح البعض منا يشعر بشيء من الخوف قبل ركوب السيارة، لمعرفته درجة التهور الطاغية في الطرق التي أصبحت شبه طبيعية عند الكثير، والأعجب أن الممارسين لهذه الجرائم، لا يكترثون بالآخرين، بل يعتقدون أن لهم الحق في ممارساتهم الجنونية. ودليل ذلك أنه ما زالت قواعد السير وآداب الطريق ضعيفة في حضورهما في معظم طرقنا. فمن أبسط قواعد السير وآداب الطريق المهملة إعطاء الإشارات اللازمة قبل بداية إجراء الحركة بوقت كافٍ».

ويضيف الزغيبي أن قانون المرور «يحتاج إلى تحديث وإضافات وتوسع في إيقاع العقوبات، وإبدال مصطلح المخالفات بمصطلح الجرائم، ومعالجة تتوافق مع ظروف بيئة القيادة المحلية ومتغيراتها، تحد من درجة المخاطر وتقضي عليها، وأنه ما زالت تعتبر كثير من الجرائم مخالفات مرورية وهي في الحقبة جرائم، فمثلاً قطع الإشارة أو السرعة الجنونية أو التفحيط أو القيادة تحت تأثير المسكر أو المراوغة بسرعة بين المركبات كلها جرائم لمعرفة الآثار الناتجة منها».

ومن مشاهد المرور التي تدهش ضيوف الكويت قيادة السيارات، وبسرعة رهيبة أحياناً، على كتف الطريق أو «حارة الأمان». فقد تكون على الجانب الأقصى من الطريق السريع وسط الازدحام وبطء السير، ثم تفاجأ بسيارة تمر إلى يسارك كالبرق. وقد حاولت إدارة المرور قبل سنوات معاقبة من يستخدم هذا المسار، ثم سمحت به بعد اختناقات الشوارع التي باتت بلا حلول.

وتشترط قوانين المرور في طالب الحصول على رخصة سوق خاصة أو عامة من غير الكويتيين أن يكون حاصلاً على إقامة قانونية في البلاد مضى عليها سنتان على الأقل، وألا يقل راتبه الشهري عن ستمائة دينار كويتي -نحو 1900 دولار، وأن يكون حاصلاً على شهادة جامعية، ولكن هناك «فئات مستثناة من شرط الإقامة والراتب والشهادة الجامعية»، ومن هؤلاء زوجة الكويتي أو أرملته إن كانت أجنبية ولديها أبناء منه، أزواج الكويتيات وأبناؤهن من الأجانب، والمقيمون بصورة غير قانونية أو «البدون». وفئات أخرى. ويلاحظ أن جميع رخص السوق التي تصرف لغير الكويتيين تسري مدة الإقامة فقط!

والكثير من مثل هذه المخالفات المرورية الصارخة لا يمكن أن تراها على طرق أغلب دول العالم.. وبخاصة الولايات المتحدة. ويقال إن من أكثر ما كان يحير قوات «المارينز» عندما نزلت إلى الكويت عام 2003، هي القيادة البالغة الخطورة وسط الشوارع العامة، وكان بعضهم يتساءل بصراحة: what is wrong with you guys، ولا يجيبهم أحد!

Sans titre

Image of ask section link

اشترك بالقائمة البريدية

احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول