المربع نت – لحام السيارات ليس بعلم صواريخ، وربما هذه هي مشكلة إيلون ماسك.
رئيس تيسلا التنفيذي ومؤسسها طرد مئات العاملين لديه بعد مراجعات أداء تم إجراؤها خلال الاسبوع الماضي، إلا أن ماسك لم يقم بمراجعة كان يجب القيام بها، مراجعة نفسه.
إيلون ماسك لا يسمح بأن يوصم اسمه بالفشل ولكن لو أجرى مراجعة واقعية لنفسه سيطرد نفسه من شركته، فنتائجه حتى الآن بأعمال صناعة السيارات بتيسلا تبدو فاشلة.
في الربع الثالث لنتائج تيسلا، كشفت صانعة السيارات الكهربائية بأنها لم تنتج سوى 260 وحدة من موديل 3، في حين أنها كانت تستهدف 1,500 وحدة، ويرتفع هذا الرقم إلى 20,000 وحدة في ديسمبر، وخلال 2018 يرتفع معدل إنتاجها إلى 40,000 وحدة شهريا.
حاليا، هنالك ما لا يقل عن 450,000 شخص أجروا حجزا مسبقا لموديل 3، وإيمان المستثمرين به كبير فقيمة تيسلا في البورصة حاليا تعادل 60 مليار دولار وإثرها أصبح إيلون ماسك أغنى رجل في صناعة السيارات بثروة قدرها 21.1 مليار دولار، كما أنه رئيس شركة ستكون أول من ترسل البشر إلى كوكب المريخ وتنشيء مستعمرة عليه، وكل ذلك يجعلنا نتسائل – لأي مدى هو حالم إذا لم يكن قادرا على إنتاج سيارة كهربائية اقتصادية التكلفة؟
جماهير تيسلا مقتنعة بأن الشركة ستحقق “لحظة آيفون”، والذي فيه استحوذت آبل على حصة سوقية ضخمة من مبيعات الهواتف الذكية، ولكن قطاع التقنية ليس بقطاع سيارات، والواقع ليس قابلا للتكرار بهذا الشكل، فآيفون الأصلي سعره لم يتعدى 400$، وموديل 3 سعرها يبدأ من 35,000$ فشريحة الجماهير المستهدفة مختلفة تماما.
صناعة السيارات بها منافسة بالغة القوة، لدينا الألمان واليابانيين والبريطانيين والصينيين والأمريكيين والإيطاليين، عشرات وعشرات العلامات التجارية وجميعهم يعكفون على تهيئة مصانعهم وتقنياتهم لطرح عدد من الموديلات الكهربائية، وخلال عام لعام ونصف على الأكثر سنرى عديدًا منهم يصلون على الساحة، ما يعني أن موديل 3 لن تكون مميزة في شيء وقتها فالكثيرين سيكون لديهم سيارات مماثلة بأسعار تنافسية، وأبرز مثال على ذلك هي نيسان ليف 2018 الجديدة كليًا.
يبدو أيضًا أن العاملين بتيسلا لا يفهمون كيفية لحام صلب السيارات، ففي حين أن صانعات السيارات لديها خطوط تجميع منذ أكثر من قرن وأتقنت إنتاج السيارات بالروبوتات دون أي تدخل يدوي، إلا أن رئيس تيسلا لا يريد الاستعانة بهكذا أيدي عاملة لأنها “خبرات قديمة مملة” وسياراته هي لتأسيس “عصر جديد”.
تيسلا تواجه مشكلة في لحام موديل 3 نظرًا لبنيتها المكونة من الصلب، عكس موديل S وX اللتان كان الطلب عليهما منخفضا وكذلك كانت بنيتهما ألومنيومية، ما اضطر العاملين في مصنع الشركة إلى إنجاز بعض الأعمال على موديل 3 يدويا، وهو شيء يبدو ملائما في إنتاج الصواريخ وأعمال الفضاء التي يبرع بها ماسك وجماعته.
ربما ماسك فهم مؤخرًا صعوبة إنتاج السيارات بكميات كبيرة وحاجته لخبرات بهذا القطاع، والدليل على ذلك تعيينه لـ بيتر هوشهولدينجر المسؤول التنفيذي بأودي كنائب لرئيس إنتاج المركبات بتيسلا، لكن ماسك قال بنفسه أثناء اطلاقه لموديل 3:”نحن سنكون في أعماق جحيم بإنتاجها”، ما يعني أنه كان يعلم ما ينتظره وأن مصانعه ليست مهيئة لكل ذلك بعد.
ولكن هل سيدفع ثمن أخطاءه في إدارته لتيسلا؟، ذلك لن يحدث بمعرفتنا له، لكن بالأخير فاللوم لا يقع سوى على عاتقه..
اشترك بالقائمة البريدية
احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول
اختر علامتك لمتابعة أخبارها وسياراتها