“تقرير” عملة بتكوين تهدد مستقبل السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة

المربع نت – تابع الكثيرون ظاهرة البتكوين مؤخراً، وهي عملة رقمية سجلت ارتفاعاً صاروخياً في الأشهر الأخيرة، في أقل من ألف دولار في بداية العام الجاري إلى قمة تاريخية حالياً تجاوزت 17,000$ أي ما يقرب من 64,000 ريال، ما يعني أنه إذا كنت اشتريت بتكوين بقيمة 100$ في 2011، ثروتك الحالية ستتعدى 4 مليون دولار (15 مليون ريال).

ما حدث مؤخرا يستحق وقفة للتحليل والفهم، حيث تحولت فكرة البتكوين من عملة من المفترض أن تستبدل العملات الرسمية حول العالم إلى أداة استثمارية بغرض جني ربح سريع من قِبل الكثير من متداولي الإنترنت وقد أدى هذا الاهتمام المتصاعد بالعملة الرقمية إلى عواقب لم نلحظها من قبل، بعضها له تأثير عميق على استهلاك الطاقة حول العالم والتغير المناخي.

لتوضيح الفكرة، لنذكر أن بتكوين -مثل باقي العملات الرقمية- توفر خدمة فريدة من نوعها، وهي القدرة على إجراء معاملات مالية بدون الحاجة لتدخل الحكومات أو البنوك المركزية بأي شكل، ولكن لأجل توثيق هذه المعاملات الإلكترونية لابد من استخدام معالجات الكومبيوتر للقيام بعمليات حسابية معقدة، ولتشجيع الناس على القيام بهذه العمليات في حواسبهم الخاصة، عرض مخترعو البتكوين محفزا، وهو توليد البتكوين كنتيجة لاستخدام معالج حاسبك الآلي في توثيق المعاملات هي عملية يطلقون عليها تعدين البتكوين.

بمعنى أدق، كلما تركت لمعالج كومبيوترك العنان في توثيق المعاملات الإلكترونية، كلما حصلت على المزيد من البتكوين كمقابل لجهدك، ولكن المشكلة هنا أنه كلما ازداد عدد البتكوين كلما ازدادت عملية توليده صعوبة وتعقيدا، وهو أمر متعمد للتحكم في عدد العملة ومنع انفلاتها.

عملة كدولة

والنتيجة أن توثيق معالجات البتكوين -وتعدينه- يستهلك طاقة كهربائية هائلة حول العالم، حيث كشفت دراسة أخيرة أن الطاقة الكهربائية الإجمالية المستهلكة حالياً في تعدين التكوين تتعدى الطاقة المستهلكة في 160 دولة حول العالم، مثل أيرلندا وأغلب الدول الأفريقية.

الكهرباء المستخدمة لتوثيق معاملة بتكوين واحدة تساوي الطاقة المستهلكة من قِبل منزل لمدة شهر كامل وليس هذا فحسب، بل إذا استمر النمو على هذه الوتيرة، من المتوقع أن يتعدى استهلاك البتكوين للكهرباء الولايات المتحدة ذاتها خلال عامين فقط.