“بالصور” تعرف على تاريخ تويوتا وكيف بدأت أكبر صانعة سيارات يابانية

المربع نت – تويوتا هي واحدة من أكبر شركات السيارات وأكثرها عراقة وتأثيرا في العالم، حيث تتميز بحضورها القوي في جميع الأسواق، كما تشتهر بموثوقيتها وصلابة موديلاتها مقارنة بمنافسيها.. وقد تعدت مبيعات الشركة في الشرق الأوسط 450,000 وحدة في 2017، ونعرض لكم فيما يلي تاريخ الشركة اليابانية وأهم المراحل التي مرت بها.

البداية: صناعة النسيج وماكينات الخياطة 

البداية في الواقع لم تكن في صناعة السيارات نفسها، بل صناعة النسيج وماكينات الخياطة، حيث قام ساكيتشي تويودا بتأسيس شركة Toyoda Loom Works في عام 1926، عقب اختراعه لماكينة الخياطة الأوتوماتيكية، والتي مثلت ثورة في المجال آنذاك.. قبل أن يقوم ابن المؤسس، كيتشيرو تويودا ببيع براءة اختراع الماكينة الأوتوماتيكية لبريطانيين وتأسيس شركة فرعية مخصصة لإنتاج السيارات، لتحمل اسم تويوتا موتور لأول مرة ولتدشن الشركة أول سيارة لها على الإطلاق، تويوتا AA في عام 1936.

تويوتا تدخل الحرب 

مثل علاقة صانعات الشركات الألمانية بالنازية، بدأت رحلة تويوتا الحقيقية بفعل ضغوط الحروب التي شنتها اليابان في أوائل ثلاثينات القرن الماضي على الصين، قبل توسعها للحرب العالمية الثانية.. حيث طالب الجيش الإمبراطوري الياباني الشركة ببناء شاحنات عسكرية لدعم الجهد الحربي.. وقد لعبت تويوتا دورا بالغ الأهمية لدرجة أن قوات الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة قررت قصف مصانع تويوتا لعرقلة جهود الإنتاج، ولكن لحسن حظ الشركة؛ انتهت الحرب آنذاك في عام 1945 ونجت مصانعها من محاولات النسف.

مخاطر الإفلاس عقب الحرب العالمية الثانية 

عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، عانى الاقتصاد الياباني من تدهور حاد وانهيار في مستويات المعيشة والإنتاج، ما أثر سلبا على تويوتا وهددها بالإفلاس أكثر من مرة على مدار عدة سنوات.. ولكن صمدت الشركة وأنتجت السيارة رقم 100,000 محليا في عام 1947، كما تم إحياء مبيعات الشركة أثناء الحرب الكورية في عام 1952، حيث طلب الجيش الأمريكي من تويوتا صنع 5,000 سيارة آنذاك للمساهمة في الجهد الحربي.

التوسع العالمي 

تويوتا بدأت بتصدير موديل كراون الشهير للولايات المتحدة في أواخر الخمسينيات، قبل توسعها بقوة في السيتينيات في عدة أسواق أوروبية وآسيوية أخرى، لتسجّل الشركة تصدير مليون سيارة بحلول نهاية الستينيات، كما بدأت صنع سيارات تويوتا خارج اليابان لأول مرة على الإطلاق في أستراليا في عام 1963، حيث مثلت أستراليا آنذاك السوق الأكبر لتويوتا.

حاليا تويوتا هي أكبر علامة سيارات في العالم من حيث المبيعات، كما أنها ثاني أكثر شركة ربحية في اليابان بعد ميتسوبيشي، بربح صافي هذا العام بـ 2.4 تريليون ين ياباني (84.4 مليار ريال).. وتقود تويوتا العالم في مجال السيارات الهجينة بفضل موديل بريوس، والذي حقق مبيعات تتعدى ستة ملايين نسخة حتى الآن، لتمثل حصة الأسد من العشرة ملايين سيارة هجينة التي باعتها تويوتا ولكزس للآن.

وقد أثبتت تويوتا نجاحها في مجال السيارات الفاخرة بفضل تدشين علامة لكزس الرائجة عالميا والمشهورة بفخامة موديلاتها وتنافسيتها مع الصانعات الألمانية مثل بورش وبي إم دبليو ومرسيدس.. كما تمتلك تويوتا عدة علامات فرعية أخرى مثل دايهاتسو ورانز وهينو، وحصة 16.6% من سوبارو، و5.9% في إيسوزو وكذلك 5% من مازدا.

ويمتلئ مجال تويوتا بموديلات رائجة عالميا مثل كورولا وكامري ولاند كروزر وتويوتا 86 وأفالون وهاي لاندر وغيرهم الكثير .. وقد حققت الشركة مبيعات قياسية وصلت إلى قرابة ربع مليار سيارة على مدار تاريخها الطويل، لتصل قيمتها السوقية الحالية إلى 23.89 تريليون ين ياباني (840 مليار ريال سعودي).

عالم السباقات والأداء العالي 

ولا ننس الدور الهام الذي تلعبه تويوتا في عالم سباقات السيارات، حيث دخلت بطولة فورميلا 1 في عام 2002 لأول مرة، كما يشتهر رئيسها الحالي أكيو تويودا بشغفه بسيارات السباق والاداء العالي، حيث أشرف على إنتاج لكزس LFA الخارقة، والتي تم صنع 500 نسخة منها عالميا، كما يستهدف أكيو تويودا تغيير لغة تصميم الشركة لواحدة أكثر جراءة ورياضية مقارنة بلغة التصميم الهادئة العائلية التي اشتهرت بها بعض موديلات تويوتا لأعوام طويلة، لإعطاء العملاء تجربة قيادة أكثر إثارة وتشويقا مما اعتادوا عليه.

الشعار الشهير 

في عام 1989، وللاحتفال بالذكرى الخمسين للشركة، قامت بتغيير شعارها للشكل الحالي على هيئة ثلاث دوائر بيضاوية، وقد تم اختيار هذا الشعار لما يمثله من تداخل بين “قلب المستهلك وقلب الشركة”، حسب توصيف تويوتا، كما يتميز الشعار بتطابقه سواء لاحظته بشكل مباشر او بوضعية معكوسة من مرايا مرايا السيارات الأخرى، وهي ميزة كبيرة لهذا الشعار.

سيارات المستقبل 

وتشتهر تويوتا بدورها الفعال والرئيسي في مجال السيارات النظيفة، خاصة الموديلات الهجينة مثل بريوس وكامري هايبرد وهايلاندر هايبرد وأفالون هايبرد، والسيارات الهيدروجينية مثل ميراي وعدة نماذج اختبارية ثورية أخرى.