“بالصور” تعرف على قصة انتشار السيارات في السعودية قديماً

المربع نت – حسب مختلف الروايات التاريخية الخاصة بالمؤلف والمفكر السعودي، فهد المارك، رحمه الله، في كتابه “لمحات عن التطور الفكري في جزيرة العرب في القرن العشرين”، وصلت أول سيارة بالسعودية إلى مدينة حائل في عام 1915، ليبدأ انتشارها في عام 1926 بشكل موسع داخل أرجاء المملكة بعد ذلك.

ساهم انتشار السيارات على بداية خلق وظائف جديدة في المملكة مثل سائقي سيارات الشحن لمختلف البضائع، إضافة لمهنة المعاون الذي كانت وظيفته هي أن يجلس بجوار السائق ليعينه على مصاعب الطريق ويساعده على البقاء متيقظاً، إضافة لقدرته على إصلاح الأعطال الميكانيكية البسيطة التي قد توقف السيارة على الطريق.

كان سمو الملك عبد العزيز رحمه الله يسعى جاهداً لجلب السيارات وتطوير وسائل النقل وتعبيد الطرق لربط مدن السعودية بعضها ببعض، ليساهم ذلك في إنجاح الخطط التنموية، إلا أنه واجه عدة صعوبات ساهمت بعرقلة سير التطوير، حيث كان من أبرزها قلة وعي المجتمع بأهمية تطور المواصلات والسيارات، مما زاد رفض بعض الفئات لهذه المركبات بدواعي الحلال والحرام.

بدأت ردود الفعل تجاه السيارات بالاستهجان، حيث اعتبرها العديد من الأشخاص أنها أمر غريب من صنع الشيطان، حتى لم يكن أحد يجرؤ على لمسها، ما دفع المجتمع لوضع صورة سلبية ثابتة حول ملاك وقائدي السيارات بكونهم مثل المقصرين في الأمور الدينية كالصلاة، بشكل مشابه لمدخني السجائر، خاصة أن العديد من رجال الدين حينها اتخذوا موقف رافض منها.

هذا وللتغلب على ذلك، قام الملك عبد العزيز رحمه الله بالتحدث بشكل واضح أمام الناس لتوضيح مدى أهمية تطور المواصلات وتقبل السيارات بشكل تدريجي، حيث كان يأخذ العلماء معه في جولة بالسيارة لمعرفته بقوة تأثيرهم في المجتمع، وربط تفعيل دور السيارات بالدين لتسهيل نقل الحجاج من وإلى الحجاز، واستخدمها في رحلاته وتنقلاته، بجانب الاهتمام بشأن كل ما يتعلق بالنقل، من تخصيص هيئة هندسية خاصة لإصلاح ما قد يطرأ على السيارات من عطل، ووضع عدد من براميل البنزين للتعبئة عبر محطات التوقف في الطريق.

اقرأ أيضاً: “بالصور” تعرف على أول سيارة دخلت السعودية في التاريخ