المربع نت – في عام 1974، قرر مؤسس مجموعة هيونداي الكورية الجنوبية، تشونغ جو يونج، أن يدشّن دخول بلاده في إنتاج السيارات، حيث لم يكن يعلم حينها أنه خلال بضعة عقود، ستصبح كوريا سادس أكبر دولة مصنعة للسيارات وخامس أكبر دولة مصدرة لها.
ركز تشونغ وأخيه أثناء رئاستهم هيونداي موتورز على اختيار أفضل المتخصصين في كل جزء يتعلق بسيارتهم الأولى، حيث توجهوا إلى ايطاليا لأجل التصميم، وإلى وفرنسا واليابان لأجل التقنيات، وإلى إنجلترا لأجل أفضل العقول وبعض التقنيات بقطاع السيارات، حيث قامت البنوك الفرنسية والإنجليزية كذلك بتمويل الشركة، ولكن الشخص الأساسي خلف أول سيارة كورية كان المدير العام لعلامة أوستين-موريس البريطانية، جورج تيرنبول، والذي انتقل إلى شبه الجزيرة الكورية كي يصبح نائب رئيس قسم السيارات في هيونداي.
كان تيرنبول على دراية تامة بالأخطاء التي وقعت فيها مجموعة ليلاند البريطانية أثناء تطوير سيارة موريس مارينا، ولم يكن ينوي تكرارها هناك، لتقوم هيونداي في يناير 1975 بتحويل أحد المستنقعات إلى مصنع جاهز للإنتاج خلال 12 شهر فقط، ما تم تجهيزه بأفضل معدات الضغط الهيدروليكي والطلاء من الموردين البريطانيين والفرنسيين، ونظراً للتكلفة العالية، لم تقم هيونداي بتوفير أنظمة تدفئة داخلية، ما نتج عنه العمل في درجة حرارة باردة خلال فصل الشتاء، حينما أنتجت أولى سياراتها على الإطلاق.
ترك تيرنبول شركة بريتش ليلاند البريطانية مقابل مكافأة كبيرة بعد مشكلات كثيرة مع رئيسه دونالد ستوكس الذي كان يرغب في مركزة الإدارة أكثر، ما كان تيرنبول يختلف معه فيه كثيراً، حيث وقّع مع هيونداي عقد عمل لثلاثة أعوام، صنع خلالها طراز هيونداي بوني كموديل 1975 التي كانت من تصميم جيوجيارو ايتالديزاين وبهيكلة مهندسين بريطانيين مع محرك ميتسوبيشي 1,238 سي سي، في حين أتى ناقل الحركة والمحور الخلفي مع الكلتش ونظام التوجيه والمكابح والعدادات من انجلترا.
قام فريق تيرنبول باختبار بوني بشكل أقسى بأربعة أضعاف من اختبارات بريتش ليلاند البريطانية، وفور بدء الإنتاج، رأى رئيس مجلس إدارة هيونداي، تشونغ جو يونج، أن مساحة الأقدام الخلفية غير مُرضية، وطالب بزيادتها بقدر 3.04 سم إضافية، ليبدأ المهندسين الكوريين بالعمل على ذلك دون نوم مع رسم نماذج اختبارية جديدة حتى تم تحقيق ذلك.
تم تدشين هيونداي بوني بمعرض تورين الإيطالي للسيارات في أكتوبر 1974، حيث بدء إنتاجها بنسخة السيدان في ديسمبر 1975، فلم تكن رخيصة بالنسبة للكوريين بسبب عدم قدرة هيونداي على إنتاجها بشكل موسّع مثل المنافسين، ليتم إطلاق نسخة بيك اب منها في مايو 1976 وطرحها في أسواق مصر وأمريكا الجنوبية قبل تدشين نسخة الواجن في ابريل 1977 لتبدأ المبيعات في كل من بلجيكا وهولندا واليونان، وصولاً لنسخة الهاتشباك في 1980.
لم تصل سيدان هيونداي بوني إلى المملكة المتحدة سوى بمطلع عام 1982، لتكون أول سيارة كورية هناك، والتي سريعاً ما استبدلت بالجيل الثاني منها الذي وصل إلى كندا في 1983 دون نجاح التصدير إلى الولايات المتحدة المتحدة بسبب عدم التزام السيارة بحدود معدلات الانبعاثات الأمريكية، وهنا ردت هيونداي بإطلاق طراز اكسل عام 1985 التي حققت معدلات تصدير قياسية.
هذا وبعد قضائه ثلاثة أعوام في كوريا، ذهب جورج تيرنبول إلى ايران كي يساعد في جعل طراز هيلمان امب البريطاني يتناسب أكثر مع احتياجات السوق الإيراني، قبل أن يعود إلى انجلترا كي يساعد عدة شركات مثل بيجو وتويوتا في زيادة مبيعاتهما داخل انجلترا، ليحصل على لقب فارس بعام 1990 قبل وفاته بعامين.
اشترك بالقائمة البريدية
احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول
اختر علامتك لمتابعة أخبارها وسياراتها