المربع نت – كتب: طلعت الصناديلي – يكتظ عالم السيارات بالكثير من القصص والحكايات عن رواد الصناعة منذ فجر تاريخها الحديث بدايات القرن العشرين، ومن بين هؤلاء المُصنعين الأوائل نساءً أيقن دورهن العظيم في تطوير صناعة السيارات، وتركن بصمة واضحة لا شائبة فيها ولا شك على كونهن الأبرز في صناعة السيارات، قائمة طويلة تضم أسماءً لامعة لهؤلاء النسوة اللاتي أحدثن فارقًا في عالم صناعة السيارات، وخلال سلسلة مقالات “نساء وسيارات” نستعرض لكم فيها حكايات وقصص عن تلك النسوة التي غيرت في عالم صناعة السيارات، وفي السطور التالية حكاية ماري أندرسون الأمريكية التي تسببت في ظهور مساحات الزجاج الأمامي حتى وقتنا هذا.
ماري أندرسون والأختراع الذي أفاد مصنعو السيارات
نادرًا ما حدث لأي شخص أن المطر على الزجاج الأمامي لسيارة متحركة يمثل مشكلة يمكن القضاء عليها، ولكن قبل ذلك وفي بدايات القرن العشرين ومع اندلاع الشرارة الأولى لصناعة السيارات، كانت تلك مشكلة كبيرة تواجه السائقين؛ وقد كانوا يتعاملون معها بطريقتهم الخاصة حيث عادة ما يكون ذلك عن طريق التوقف بين الحين والأخر والتخلص يدويًا من رطوبة الزجاج الأمامي أو المياة الناجمة عن هطول الأمطار، والتي كانت تعيق رؤيتهم في أثناء القيادة، ولكن وفي عام 1903 غيرت امرأة شابة تدعى ماري أندرسون كل ذلك من خلال اختراعها الجديد أنذاك وهو ممسحة الزجاج الأمامي.
إقرأ أيضًا: نساء وسيارات.. “بيرثا بنز” السبب وراء خروج سيارات مرسيدس للنور وأول سيدة قادت سيارة تعمل بمحرك في رحلة طويلة
الحادثة التي ألهمت ماري أندرسون لأختراعها
ماري أندرسون، والتي ولدت في مزرعة بمقاطعة جرين في ألاباما عام 1866، وفي عام 1889 انتقلت إلى مدينة برمنغهام بعد وفاة والدها، وفي شتاء عام 1903 زارت ماري مدينة نيويورك عبر عربة وخلال رحلتها لم تتمكن أندرسون من رؤية المعالم السياحية بسبب الطقس القاسي، حتى أن سائقها واجه صعوبة كبيرة في الرؤية بوضوح أيضًا، وقد كان يتفادى تلك المشكلة عن طريق التوقف ومسح الثلج والجليد عن الزجاج الأمامي بيديه، وفي تلك اللحظات بادرت إلى أذهان ماري فكرة جديدة تُسهل من تلك العملية التي تكلف الجهد والوقت الكبيرين، وعملت على إيجاد أفضل حل لجهاز يمكن تنشيطه من داخل السيارة لتنظيف الزجاج الأمامي.
بعد رحلة طويلة، عادت أندرسون إلى منزلها ورسمت تصميم لجهاز يقوم بمسح الزجاج بشكل أوتوماتيكي، وقد جائتها فكرة اختراع ذراع من المطاط تتحرك من جهة إلى أخرى على الزجاج لتنظيفه، وبعد شهور استقرت أندرسون على نموذج أولي وقد كان عمليًا وهي مجموعة من أذرع المساحات مصنوعة من الخشب والمطاط يمكن تشغيلها من خلال استخدام رافعة مثبتة بالقرب من عجلة القيادة، وبعد تحركها تعود مرة أخرى إلى موضعها الأصلي، وبالتالي تتمكن من إزالة قطرات المطر أو رقائق الثلج من سطح الزجاج الأمامي.
تم صنع أجهزة مماثلة في وقت أبكر من أجهزة أندرسون، لكن جهازها كان أول جهاز يعمل بالفعل ويمكنه حل المشكلة، بالإضافة إلى ذلك يمكن إزالة الجهاز بسهولة إذا رغبت في ذلك بعد انتهاء فصل الشتاء.
إقرأ أيضًا: حكايات في عالم السيارات.. قصص نجاح مؤسسي أكبر شركات صناعة السيارات في العالم
في يوم 10 نوفمبر من عام 1903، تقدمت ماري بطلب للحصول على براءة إختراع، والتي حصلت عليه؛ وعاشت فترة كافية لترى تطور مساحات الزجاج من ابتكار ثوري إلى تجهيز قياسي في كل سيارة، وعلى الرغم من أن ماري سجلت براءة اختراع المساحات إلا أن شركات التصنيع وقتها لم تعتقد أنه اختراع يستحق البيع، ولهذا رفضت شراءه منها.
وفي عام 1920 وبعد أن انقضت فترة براءة الاختراع وازدهرت صناعة السيارات كانت كاديلاك أول شركة سيارات تجعل من اختراع اندرسون معيارا ثابتا يتواجد في جميع السيارات، حيث أصبحت مساحات الزجاج الأمامي موجودة بشكل قياسي في جميع السيارات.
شاهد أيضًا: وش رايك في السيارات الصينية؟ تشتريها؟ #مايك_المربع الحلقة 1
المصادر: lemelson – invent – history – amazingwomeninhistory
اشترك بالقائمة البريدية
احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول