المربع نت – هناك طريقتان لتشعر أنك عدت إلى ماض كنت فيه طفلاً أو بأوائل المراهقة في أي مدينة عربية نشأت فيها: أن تنقلك “آلة زمن” عشرات السنين إلى الوراء، أو تحملك طائرة إلى جزيرة فيدل كاسترو، لتجد أن معظم ماضيك البعيد هو حاضر ودورة حياة يومية في كوبا حالياً، فترى ماكنات خياطة قديمة وآلات كاتبة بدل الكومبيوتر، وسيارات الأربعينات والخمسينات، فتتذكر الأجداد والآباء، وتتذكر نفسك وأنت صغير.
كوبا التي بدأت تحل مشكلتها المستعصية منذ 52 سنة مع الولايات المتحدة، على حد ما أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما تقاربا تاريخيا معها منذ أمس الأربعاء، هي أكبر متحف طبيعي للسيارات الأميركية القديمة بالعالم، ويكتبون أن بين كل 5 سيارات حاليا في بلاد السكر والسيجار، هناك 3 سيارات دخلت الى الجزيرة البالغ عدد سكانها 11 مليون و500 ألف ومساحتها 109 آلاف كيلومتر مربع، في الأربعينات أو الخمسينات، وما زالت تشتغل كوسائل نقل عامة وخاصة في ظل حصار أميركي شديد.
وكان الحصار، وما يزال، يمنع عن كوبا قطع الغيار التي تفنن الكوبيون بإيجاد البديل عنها بتصنيع ما يشبهها محلياً، لكي تستمر السيارات بالسير على عجلاتها، بحسب ما نرى في الفيديو الذي تعرضه “المربع.نت” وفيه تظهر ماركات لا نرى خارج كوبا مثلها إلا في المتاحف، بل إن مصانع بعضها أقفلت ولم يعد لها وجود، في حين أن ما أنتجته تلك المصانع من سيارات ودخل بعضه الى كوبا، ما زال يسير في شوارعها وأزقتها منذ 60 و70 سنة.
وكل السيارات الأميركية القديمة دخلت إلى كوبا قبل الثورة الشيوعية التي قادها فيدل كاسترو في أول يوم من 1959 ومن بعدها أصدرت الجزيرة قوانين منعت بموجبها استيراد السيارات وقطع غيارها، فبقيت ما فيها من سيارات بلا تجديد.
ثم حدثت أزمة في 1962 بين كوبا والولايات المتحدة، وعلى إثرها ضربت الإدارة الأميركية حظرا تجاريا على الجزيرة فرضه الرئيس جون كنيدي ذلك العام، كرد على تحالف كوبا مع الاتحاد السوفياتي إبان الحرب الباردة، ولم يعد سهلا الحصول على قطع غيار للسيارات أميركية الصنع، فاستمرت على حالها كما كانت في منتصف القرن العشرين ولم تعبر بعد الى الواحد والعشرين.
اذا لم يظهر الفيديو اضغط هنا
اشترك بالقائمة البريدية
احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول