المربع نت – من لا يعرف “تويوتا” تلك الشركة التي تمثل أيقونة التقدم الاقتصادي والتكنولوجي في اليابان، ليس هذا فحسب بل هي الأكثر انتشارا ومبيعاً بين قريناتها من الشركات العالمية في صناعة السيارات.
لا تمثل “تويوتا” هذا فحسب بل إنها بمثابة “قوى ناعمة” للثقافة والحضارة اليابانية، فالاسم له مدلول، وكذلك شعارها وأسماء طرازاتها، فيما يحاول التقرير التالي إلقاء نظرة على الشركة من تلك الزاوية التي قد لا يعلمها الكثير من عشاقها.
فالشركة شهدت تطورا واضحا طوال تاريخها ودعما لاقتصاد بلادها، خصوصا محافظة “آيتشي” التي يوجد بها مقرها الرئيسي، وتكريماً لـ”تويوتا” ودورها الرائد في خلق الوظائف تغير اسم مدينة “كورومو” إلى “تويوتا سيتي” عام 1959.
وحتى “كورومو” ترتبط بتاريخ “تويوتا” وعائلتها المؤسسة “تويودا” حيث اشتهرت المدينة بإنتاج الحرير، وهو ما سعى “ساكيشي تويودا” لتطوير صناعته من خلال محاولات دؤوبة لاختراع آلة تستخدم في نسجه.
وتعود بدايات “تويودا” لنهايات القرن التاسع عشر رغم أن تاريخ التأسيس يعود للنصف الثاني من الثلاثينيات في القرن العشرين، حيث بدأت النشاط كالعديد من الشركات العالمية الكبرى حالياً في مجال مخالف لتخصصها.
فقد حاول “ساكيشي تويودا” وضع لبنة الأساس عن طريق اختراع آلة يدوية لحياكة النسيج، وهو ما مهد الطريق أمام ابنه “كيشيرو تويودا” الذي يعد المؤسس لـ”تويويا” لإكمال المسيرة ومواصلة أبحاث أبيه وتقديم أول محرك يعمل آلياً للحياكة في بلاده.
ويشير موقع “تويوتا” إلى أن “كيشيرو” قام بجولة في الولايات المتحدة وأوروبا للوقوف على مدى تطور صناعة السيارات ومحركاتها عام 1929 بعد أن جنى ثمرة ربحه من بيع براءة اختراعه من آلة النسيج، حيث سعى من خلال طموحه إلى التفكير في تقديم أول سيارة يابانية حتى لا تضطر بلاده للاستيراد وتكبد أعباء أكبر.
ومع تواصل الأبحاث وبذل مزيد من الجهد تمكن بالفعل من تقديم أول نموذج لسيارة ركاب عام 1935 تحت اسم “ايه وان”، ومع بداية الشركة التي حملت اسم “تويودا” أرادت أن يكون لها شعار مميز يمكن أن يكون عملياً وواضحا وذا مدلول باليابانية والإنجليزية.
لهذا لجأت إلى تصرف ذكي بعقد مسابقة ليكون الأمر بمثابة خيار شعبي يعبر عما يريده مستهلكو تلك السلعة، حيث تلقت حوالي 27 ألف تصميم، فاز من بينها الموضح أعلاه والذي يحمل دلالة الرقم 8 الذي يجلب “الحظ والازدهار” في اليابانية، وان كان بعض الباحثين لا يعول عليه كثيرا في الاختيار.
وتسبب هذا التصميم في تغيير اسم الشركة من “تويودا” إلى “تويوتا”، في الوقت الذي يشير فيه مقطعا كلمة “تويودا: “تويو” إلى الوفير و”دا” حقل الأرز أي وفرة الإنتاج بشكل عام، فيما يقرأ المقطع الثاني “دا” “تا” في الكانجي التي تعد أحد المصادر الرئيسية الثلاثة في كتابة اللغة اليابانية مع “هيراغانا” و”كاتاكانا” وهو ما يوضحه الشكل التالي لكتابة الكلمة .
لكن ما ذكرته “تويوتا” على موقعها عن شعارها الذي حاول إبراز كل شيء حتى الهوية البصرية لعلامتها التجارية ويحمل مدلولاً من الثقافة اليابانية مخالفاً لذلك، حيث تشير الدائرة الداخلية إلى أن العميل في قلب ووجدان “تويوتا” الذي تمثله الدائرة الثانية، فيما يرمز التداخل بينهما إلى تبادل المنفعة وكذلك الثقة.
وتقدم الدائرتان أيضا رمزا لحرف “تي” في الإنجليزية، بينما تشير الدائرة الثالثة الكبرى إلى أن العالم يحتضن ويحتوى “تويوتا”، فيما تمثل الفراغات داخل الشعار “قيما لا نهائية” ترفعها الشركة: الجودة العالية، الابتكار، النزاهة، السلامة البيئية، والمسؤولية الاجتماعية.
وبعد هذا العرض المبسط لتاريخ ودلالة شعار الشركة يستعرض الجدول التالي دلالة ومعنى أسماء بعض أشهر طرازاتها التي قدمتها خلال تاريخها، والتي يلاحظ منها أن “تويوتا” لا تعتمد فقط على لغتها اليابانية في اشتقاق الأسماء، بل استخدمت لغات عدة كي يتناسب كل منها مع الطراز والمستهدف منه.
اشترك بالقائمة البريدية
احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول
اختر علامتك لمتابعة أخبارها وسياراتها