المربع نت – على مدار السنوات القليلة الماضية قطعت حلول الطاقة المتجددة خطوات جيدة جداً في الظهور على الساحة حتى استطاعت اليوم أن تُشكِّل 22% من إجمالي الطاقة الكهربائية التي يتم إنتاجها حول العالم.
وفي المقابل اتفق مؤخراً أعضاء “مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى” في مؤتمرها بألمانيا -المنعقد أول يونيو 2015- على بدء إنهاء العمل بالفحم كوقود حول العالم بالتدريج، حتى يتم الاستغناء عنه بحلول عام 2050، كما قام مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في فرنسا –ديسمبر 2014- بالتأكيد على الهدف نفسه.
يبدو أن هناك بوادر تغيير جذري تلوح في الأفق!
هذا الشهر أيضاً -يونيو 2015- خرج فريق شركة “تيسلا Tesla” الأمريكية للسيارات، بقيادة مديرها التنفيذي “إلون ماسك Elon Musk” (وهو رئيس واحدة من أكبر شركات حلول الطاقة المتجددة في العالم “سولار سيتي SolarCity”) بحل جديد لربط حلول الطاقة النظيفة باحتياج السيارات للوقود.
الحل عبارة عن بطارية تحتفظ بقدر كاف من الطاقة الشمسية وتحوّلها إلى طاقة كهربائية يمكنها تشغيل احتياجات المنزل ليلاً أو شحن السيارات بكمية تكفيها للسير مسافات طويلة نوعاً ما، فالمشكلة الأساسية دائماً كانت تكمن في الاحتفاظ بالطاقة الشمسية -التي لا تُشرق مساء- أو طاقة الرياح -التي لا تتوافر طوال مواسم العام- للاستفادة بها لوقت أطول.
هذا بالإضافة لعامل السعر بالطبع، حيث إن بطاريات الأنظمة الشمسية كانت أكثر كُلفة من الألواح والمحولات.
الحل الذي قدمته شركة تيسلا لاستخدامات المنازل والسيارات أطلق عليه “جدار الطاقة Powerwall” والذي بدأ العمل على إنتاجه بأحد مصانع الشركة بولاية نيفادا الأمريكية على حدود كاليفورنيا، وهو مصنع يعتمد على طاقتي الشمس والرياح في إدارة كافة الأمور.
بطارية “جدار الطاقة” الجديدة تحتفظ بـ 10 كيلوواط / ساعة من الطاقة الكهربائية وتزوِّد السيارة بطاقة 2 كيلوواط في الساعة، وستُقدَّر تكلفة شراء هذه الوحدة في السوق الأمريكي بـ 3500 دولار.
إذا ترجمنا هذه الأرقام بالنسبة لأسعار الكهرباء في الولايات المتحدة (مع حذف تكاليف تركيب الأنظمة الشمسية والمحولات) فسنجد أن تكلفة الكيلوواط الواحد في الساعة من هذا الجهاز سيستنفذ 500 دولار، أي أقل من نصف التكاليف الحالية لضخ الكهرباء.
أما بالنسبة لسعر شراء الطاقة فتساوي 6 سنتات لكل كيلوواط في الساعة، ما يعني أن نظام الاستخدام المنزلي والاستخدام التجاري لا يزال أقل من أسعار استخراج الفحم عموماً.
بطارية جدار الطاقة لاستخدام المنازل والسيارات ستقدم 10 كيلوواط/ ساعة، وستتوفر بطارية أخرى للاستخدامات التجارية تُسمى “حزمة الطاقة PowerPack” بسعة 100 كيلوواط/ ساعة وتصل إلى مساحة تخزينية مقدرة بـ 10 ميجاواط للساعة، يمكن استخدامها لتشغيل شبكة كهرباء تغطي احتياج مجتمع عمراني متكامل.
كما ذكر “إيلون ماسك” في كلامه أن شبكة الكهرباء للولايات المتحدة الأمريكية يمكن إحلالها بهذه الوحدات، مما سيعمل على توفير 20 تريليون كيلوواط ساعة من مخزون الطاقة الكهربائية في العالم.
وسيتم إنتاج تلك البطاريات بالتعاون مع شركة “باناسونيك” وشركاء آخرين لخبرتهم في استخدام أساليب اقتصادية وطرق مبتكرة لخفض تكاليف الإنتاج مع الحفاظ على الجودة عالية، وترشيد حجم النفايات الصادرة من عملية الإنتاج.
يضيف “إيلون” أن هناك بالفعل حوالي 2 مليار سيارة على الطرق وماكينة تجارية تعمل الآن على مستوى العالم بالوقود الأحفوري، وما يقرب من 100 مليون سيارة جديدة يتم إضافتها سنوياً؛ فلم لا نكف عن إنتاج هذا الكم من ماكينات ضخ العوادم ما دام يمكننا استبدالها وبناء وحدات تخزين للطاقة النظيفة؟
على ناحية أخرى، من المحتمل أن يكون لشركة تيسلا منافساً في هذا الأمر، فالصين تستعد لتكون واحدة من أكبر العاملين في مجال حلول الطاقة النظيفة والمتجددة بعد إنشائها لأكبر قاعدة لطاقة الرياح في العالم، وبنهاية هذ العام ستكون أنجزت أكبر قاعدة من الأنظمة الشمسية الضوئية أيضاً، وهي بصدد إنشاء أكبر مصنع لبناء أنظمة توربينات الرياح وألواح الطاقة الشمسية.
بالفعل توجد شركات صينية مثل “BYD” تنتج وحدات تخزين “بطاريات” قائمة على تقنية “الليثيوم أيون” لتغذية الاستهلاك المحلي أو الاستخدام التجاري للاستفادة من الطاقة الشمسية، على الرغم من أنها ليست أنيقة ولا رخيصة مثل ما ستقدمه تيسلا.
ولكن لنعطيهم ونعطي أنفسنا أيضاً الوقت لنرى ونقرر ،فالمستهلك هو الرابح في النهاية لأن المنافسة دائرة الآن بين خفض التكاليف أو زيادة حجم الإنتاج.
شركة “BYD” الصينية تعمل على زيادة حجم الإنتاج حتى تقلل من حجم التكاليف، و “تيسلا” الأمريكية تلعب على زيادة سعة التخزين مع محاولة خفض الأسعار.
بغض النظر عن الرابح هنا بالحصة الأكبر من السوق في المستقبل. ألا يبدو لك أن وجه العالم سيتغير في المستقبل القريب وخاصة في طرق استخدامنا للطاقة والوقود؟
اشترك بالقائمة البريدية
احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول